مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 4 يوليو 2014

وهج وردي في اخر الليل .... الجزء السابع والاخير ..


الجزء السابع






ماخابرش ليه الوجع
ما بقاش بيوجعنى
و ليه دموعى السخينة
دايما ترجعنى
للى مضى و انقضى
و ارحل ... ترجعنى
بادق بابك .. يا تفتح
يا ترده ....يوجعنى



                                                                    " انتصرت عليها اخيرا "
                                                                                      منورة


اختي ، همست مايسه لحماة ابنتها وهي تقدمني لها .. ابتسمت لهما معا وصمتت وترقرقت الدموع في عينيا ، كم شقيت لاصل لهذه اللحظة ، كم عانيت وتعبت وهاهو نجاحي امامي حانيا رقيقا كنسمه الصباح المبكر في نهار قائظ ... ابتسمت فضيلة هانم لي واحتضنتني وهي تبارك لي فكدت افقد الوعي من شدة السعاده ، فضيله هانم تغلق عليا ذراعيها وتبارك له بصدق وفرحه ، فالعروس اليوم ابنتي وابنة اختي مايسة ....
والله صبرت ونلت يامنورة وبقيتي اخيرا انتي ومايسة اخوات .....
تعالي ياحاجه نفيسة شوفي بعينيك اللي اكل نورها السكر ، تعالي شوفي لما هربت من تحت طوعك بقيت فين ، ادي مايسه وادي انا وصرنا اخوات ، لاالطينه غير العجينه ولا العجينه غير الطينه وكلنا ولاد تسعه ، تعالي ياجدي وهات عصايتك اللي كسرت بيها راسي واتملي فيا وصدق عينيك واني انا بنت سميحه كسيرة النفس والخاطر ، انا اللي كنت مستكترين علي العيشه وجابريني ارضي باللقمة والهدمة والخدمة وقهرة الروح وجوازة الندامه من الباشتمرجي اللي خيبتوا املي معاه ، تعالي ياجدي ، شوفني وانا واقفه وسط الهوانم زيهم لاليهم ايد ازيد ولا ليا رجل انقص وماليه مكاني معاهم لاحد نفر مني ولا حد استكبر علي ولا شايفني بنت سميحه ولا من الفرع المايل للعيله ، تعالي ياجدي شوف ان النفر لما يصمم يكسب واللي يضيع حقه يضيع واللي يملك زمامه في ايده يقوي ويسند نفسه ويعيش ويلاقي لنفسه مكان وسط اللي عايشين وواخدين حقهم من الدنيا وكاسرين رقبتها وجبروتها ... شريط حياتي كله مر امام عيني في تلك اللحظة ، لحظة قدمتني مايسه لفضيله هانم باعتباري اختها ، كل الوجع والهم والقهرة والحسرة مروا امام عيني ووجعوني مرة اخري والف ، كدت اصرخ وكأني افر من اشباح الماضي التي تحاصرني ، تكسر اجنحتي وعزيمتي ، تخنقني وكأنها تنزع عني ثوبي الانيق والمشابك الماسيه من شعري وتجرني منه وتعيدي لعمتي نفيسه لتعاقبني لاني تمردت عليهم وعلي سلو بلدهم ، كدت اصرخ وكأني اختطفت من وسط الحفل وعدت لليالي الزرقاء الحزينه التي قضيتها مستيقظة ابكي في فراشي فزعا وصوت الليل يخلع قلبي رعبا ، كدت اصرخ و..........افقت علي لمسة رقيقة من مايسه ونظرة عتاب ، ايه رحتي فين ، وده وقته ده ؟؟؟ فهمتني ، تسللت لروحي واحست وحشتها ، ابتسمت لتطمئني وكأنها تقول لي كل ماكان لم يعد ، ولست انتي الصغيرة التي قهروكي ولست اسيرة البلد وتقاليدها البالية وسطوه جدك وجبروت عمتك ، انتي الان هنا معنا وسط الحفله اختي التي لم تنجبها امي واشتريت اخوتها سعيده فرحة ، يالا يامنورة ، لمسه رقيقة كقطرة ندي علي الارض الشراقي ردت فيها الحياة والروح و......
وتعالي الصخب ودقات الدفوف ونغمات المزمار البلدي وصوت الزغاريد و........ يالا ياهوانم الزفة خلاص حتبتدي و............. سرت وسط الهوانم ازغرد فرحة واتمايل علي دقات الدفوف ونغمات القرب الشجية ، تهمس مايسه والدموع تلمع في عينيها فرحه بابنتها ، اتفضلوا ياهوانم  و............ اسير وسط الهوانم خلف العروس وبجواري ابنتاي جميلتان وسط كل الفتيات الجميلات ، اسير وسط الهوانم واثقه في نفسي راضية عن حياتي وكل ماصنعته فيها ، والمح وسط الزحام حدقتين تراقباني ، انها عمتي نفيسة لاتصدق مااعيشه ماصرت فيه ، ابتسم ، انتصرت عليها اخيرا ، انتصرت عليها اخيرا وعلي الجميع ....



                                                                        " انتي احسن مني "
                                                                                      مايسة


اللي تعيش زيي وفي بلد زي بلدنا ، عمرها ماتحلم ..
الحلم ضيق اوله شارع الجسر واخره الغيطان اللي ورا البيت ..
الحلم ماسخ اوله دبلوم واخره تخليل زيتون ..
الحلم عادي اوله ليلة حنة واخرة اربع عيال وضهر مقطوم ..
الحلم مالوش لزمة تخاريف في تخاريف ..
انا بقي حلمت كتير ، لما شفت امي تحت رجلين جدتي نفيسة بتخدمها ونفسها مكسورة ، حلمت اطير ، لما شفت جدتي سعيدة قافله بابها في وشي وواكله عليا حقي ، حلمت اقوي ، لما شفت يحيي راضي بالشغلانه الخايبه وقله الحيلة ، حلمت اكسر الدنيا ، لما شفتك يوم مازرتنيا في البلد مع خالتي رضوي ، حلمت ابقي زيك...
تضحك منورة ، واهي كلها احلام تخاريف في تخاريف ..
تبتسم مايسة ، انتي احسن مني يامنورة ..
تضحك منورة مرتبكة ، تؤكد لها مايسه حديثها ، صدقيني ، اي حاجه انتي فيها النهارده قرار جريء منك  واراده وتحدي وتمن غالي ، اي حاجه انا فيها النهارده عادي ، انتي احسن مني ...
متجاورتين علي فراش منورة والشمس تغيب ونسمه العصاري ترطب حر الحجرة الصغيرة ورائحة الغروب تتسلل من خلف السلك المترب وتلفهما في حاله غريبة ، وكأنهما يحلما في عز النوم وعيونهما مفتوحة واسعة ...
كنتم القشايه اللي اتعلقت بيها وانا باغرق ، قدام عيني هدف ، وليه لا ، ليه مااكونش زي خالتي رضوي وبناتها ، ليه لازم اكون زي سميحه قدرنا مكتوب ومعندناش حيل نهرب منه ولا نقول للمكتوب لا ، كنتم القشاية اللي عزمت ارمي حمولي عليها واملي فيها وفي ربنا كبير ، انا نويت وعزمت والباقي تصاريف ربنا وقدره ..
اقولك سر يامنورة ، قولي يامايسة ، انتي اللي كنتي القشايه اللي انا اتعلقت بيها ، كتمت منورة ضحكها تنتظر بقيه حديث مايسة ، انا كنت فاهمه ان الدنيا عادي ، الحياه عادي والعيشه عادي ، عادي ؟؟ ايوه عادي قصدي زي حياتي يعني ، محبوسه في مصر الجديده وشوارعها الجميله ومن الميريلاند للميرغني ومن نادي هليوبوليس لتريونف ، الحياه هي كده ، اولها واخرها ، انت جيتي فكيتي حبسي ، خرجتيني بره العالم ده ، فتحتي لي عالم جديد وجميل ، خلتيني اشوف الدنيا بطريقة تانيه ، بطريقه اجمل ، تضحك منورة وتصمت واجواء الحلم التي تلفهما معا تعلو بهما وتهبط كالقشايه التي تعلقت كل منهما بها بطريقتها ..
فاكرة يامنورة يوم مارحنا مولد السيدة وركبنا المراجيح ، الا فاكرة ...
فاكرة يامايسة يوم مادخلتيني السيما ، طبعا فاكرة ...
فاكره يامنورة يوم ماكان حيغمي عليكي اول ماشفتي البحر ، الا يغمي علي ، طبعا يغمي علي ، اصله كبير قوي ، يومها قلت ياريتني باعرف اعوم واهرب للشط التاني ...
فاكرة يامايسه يوم ماودتيني للبلانة ، تنفجر مايسه في الضحك ، بلانة ايه بس يامنورة ، اسمه " السبا " ويضحكا ويضحكا ...
فاكرة يامنورة يوم ماصممتي ناكل كبده من العربيه علي الرصيف وكنت حاموت ، تضحك منورة ، انت اللي روحك خفيفة ، مالها كبده العربيه ماكل الناس بياكلوا منها وصحتهم زي الحديد ، ويضحكا ويضحكا ..
فاكره اول يوم رحتي الشغل ، ماتفكرنيش ، كنت حاموت من الكسوف وحاسه ان رجاء حيطردني في اي لحظه ، انتي عبيطه رجاء بيحبك ، وماله بس الشغل شغل ، لسه بتتكسفي ، لا اتكسف ليه ماانا اتعلمت وفهمت!!!
فاكرة اول مره كلمتك في التليفون ، يانهاري علي ده يوم ، كنت مستغراباكي بشكل ، عارفه وانا استلوحت عليكي وعملت مش فاهمه ، بس حبيتك بعدها قوي ، وانا كمان والختمه الشريفه حبيتك قوي ...
ويسود الصمت وتغيب الشمس وتداعب نسمه الهواء البارد اطراف الستاره المشغوله علي النافذه الصغيرة المطله علي الميدان و...... قفزت منورة فجأ من الفراش وسألت مايسه بمنتهي الجدية ، بقولك ايه اعملك شاي ، ضحكت مايسه ، نشرب شاي ، وحاجيب لك قراقيش تسلي نفسك فيها ، ماشي ، علي مالبطيخ يسقع ، انفجرت مايسه في الضحك ومنورة ايضا ....
   
                                     
                                                                   " هل اخاف منهم ؟؟ "
                                                                                      منورة


وعدتها اتمالك فرحتي و الا افضحها وسط زملاءها ، لكني لم اقوي ، وقفت مكاني واخذت ازغرد ، تعثرت خطواتها في طابور الشرف وسرعان ماتمالكت نفسها ، سيدة اخري واثنين وثلاث وقفن مكانهم واخذن يزغردن ، ابتسمت لست وحدي يانرمين الفرحه بابنتها وشهادتها الكبيرة وتخرجها من الجامعه بتفوق ، لست وحدي يانرمين ، هاهن سيدات اخريات يزغردن مثلي فرحات باولادهن ، اجلس فرحه ، اتمني اصرخ وسط كل الحضور ، هذه ابنتي التي كسرت ظهري من اجل تصل لما وصلت اليه ، هذه ابنتي الجميله التي تتخايل بتفوقها وتسير فخورة فرحه باسمها وقتما نادوه لتتسلم شهادتها من عميد الكليه ، نعم كل هذا الحضور يصفق لابنتي ، وقفت اصفق واصفق ، وقفت بجواري نسرين ، فخورة فرحة ، تصفق وتصفق ، كل هذا التصفيق من اجلي انا ، من اجل ابنتي واجلي ، انا التي انقذتها من مصيرها المحتوم ، فررت بها من البلدة وتقاليدها العاتيه ، لم اعود رغم الحرب الضروس التي شنها علي ابيها واهله ، كسبت القضيه التي رفعوها علي لضم حضانه البنتين ، ادعي يحيي اني لعوب لااعرف مصلحه البنات واني كسرت التقاليد التي بقيت راسخه اجيال كثيرة لااحد يقوي يتحداها الامنورة بنت سميحة ، نعم يعايرني بامي ، يكاد يقول سميحه الخادمه ، ادعي يحيي امام القاضي اني لعوب لااصلح لتربيه بنات البلدة التي ينتمي اليها ، زعم ان البنات يسرن علي حل شعرهن ويخرجن وسط الليل ويعود وجه النهار وسمعتهن بقت زي سلم الميكروباص داست عليها كل اقدام الغرباء والاقارب ، يوم تسلمت عريضه الدعوي انفجرت في البكاء ، لطمت علي وجهي ، ظننت ان القاضي سيصدقه وانه سيحرمني من بناتي وانه سيعيدهن لنفيسة وسميحه وسعيدة ونسوة القريه ليتعلمن تخليل الزيتون وطاعه الزوج ورحرحة الخبز وقهرة النفس ، كنت مرعوبة ، احسست ان المدينه الكبيرة تكالبت علي روحي لتقبضها ، احسست العمر كله اهدر بلا قيمة ، مرضت ولم اذهب للعمل ، اتصل بي رجاء ليسألني عن احوالي وسبب غيابي ، كذبت عليه ، قلت له ان ظهري يوجعني ، لم يصدقني رجاء طبعا ،يعرفني ، سنوات طويله معه في العمل لم اغب يوما ، زارتني مايسه مساء اليوم ، دخلت حجرتي وهي تسالني فيكي ايه ، حاولت اراوغها فشلت ، انفجرت في البكاء ، سيعيدني يحيي للبلدة ، سيكسب القضيه ويحرمني من بناتي ، المصيبه سيحرمهن من الحياه اللائقه بهن ، سيحرمني من الفرحه بهن ، الطم وابكي ومايسه تتابعني مبتسمه كانها تري فيلم فاشل في التلفزيون ، تركتني ابكي وابكي ، واهذي واصرخ ، انا عايزه اموت ، ليه يارب كده ، انفجرت ضاحكه بشكل افزعني ، انت لسه بتخافي منهم بعد كل العمر ده ؟؟ سؤال لم اساله لنفسي ابدا ، هل اخاف منهم ، هل اخاف من عمتي نفيسه وجدي مرتضي ومن يحيي ، هل اخاف من البلدة ورجالها الاشداء وملامحهم الصارمه ، هل اخاف من جدتي تفيدة واعمامي الذين لايعرفوني ولم يكترثوا بوجودي طيله الحياه ، صمت فجأ افكر ، جفت دموعي لااعرف اجابه ، ماهو اللي بتعمليه ده بيقول كده ، انك خايفه منهم ، لا مش خايفه ، صرخت اقاوم الخوف بالتحدي ، لا مش خايفه منهم ، اخاف ليه ، ابتسمت مايسه ، بالضبط كده ، تخافي ليه ، انت ست قويه ، عشتي حياتك تتحدي كل حاجه حواليكي ، اتعلمت واشتغلت وعلمت بناتك وعشت لوحدك ، انت اساسا يامنوره تخوفي بلد ، حدقت فيها وانفجرت ضاحكه ، ياسلام ؟؟ طبعا ، انت بس مش عارفه تقدري نفسك ، وصمتت ، عايزه اشرب شاي ، عيني ، سحبتني من ذراعي للصاله ، جلست امامي وكأني صغيرتها وهي تفهمني اسرار الحياة ، دي قضيه يامنورة قضيه ، واحنا مانفهمش في القانون ، نجيب محامي يتصرف ، وممكن اخسرها سألتها مرعوبه ، ممكن لكن مش اكيد وغالبا حتكسبيها ، تنفست الصعداء ، اصدق مايسه ، لاحد يعرف يرجعك البلد ولا يرجع بناتك ولا عمره حيحصل ، ابتسمت وتمنيت لو اخذتني في حضنها ، لم تتركني انتظر ، احتضنتني وهي تربت علي ضهري ، يامنورة انتي ست قويه وحتكسبي القضية ، والنبي ؟؟ انفجرت مايسه ضاحكه ، اه ....
وكسبت القضيه بعدما دافع المحامي عني واكد للمحكمه اني ست شريفه محترمه واني اعمل في مكان محترم واني اسخر كل حياتي لبناتي لم ادخل عليهن رجل مكان ابيهن وانهم متفوقات في الدراسه و........ وقطع لسانه اللي يجيب سيرتهم ، هكذا قلت للقاضي الذي اخرسني بدقه قويه من قبضه يده علي المنصه امامه ، وخسر يحي القضيه ولم يستأنفها .. عرفت ان جدتي نفيسة وهي علي فراش موتها اقسمت تقاطعني العمر كله ، لكن العمر لم يطل بها كثيرا وماتت وهي غاضبه علي وبكيتها بمنتهي الاسي ، كنت احبها لكن بطريقتي وكانت لاتفهم الا طريقتها سبيلا وحيدا للحياة ... عرفت ايضا ان جدي مرتضي تشاجر مع امي لانها لم تعرف تربيني وعرفت ان امي كالت له الصاع اثنين وثلاث ولامته لانه تخلص منها وعبئها واجبرها علي العيش غريبه في بيتي عمتها تخدمها بلا اجر ، عرفت ان امي انفجرت فيه تلومه لانه يهاجمني واني متربيه وست الناس وقالت يومها انها فخورة بي وبطريقتي في الحياه واني حره اربي بناتي بالطريقه التي اراها صحيحه ، يومها بكيت كما لم ابكي في حياتي ، اخيرا سميحه نطقت وتمردت وقالت مايجول في خاطرها وقلبها ، اخيرا نطقتي ياامي !!!
كسبت القضيه وخرج يحيي من حياتي وحياه بناتي للابد بعدما اقسم برأس جده الكبير ان يحرمهن من الميراث وان الطين سيبقي لبنات زوجته الجديده وانه لن يحضر لهن فرح ولا سبوع وانهن متن بالنسبه له وعليهن يعتبروا انه مات ويغلقوا الصفحه ، البنات سخرن منه ، سبع سنوات واكثر لم يروه ويأتي اليوم يرفع قضيه ليضمهن ويتوعدهن بالحرمان من الميراث !!! سخرن منه ومن السطوة الفارغه التي مازالت تتحكم فيه ولن تتحكم فيهن ...
كسبت القضيه واحتضني مايسه وانا ابكي فرحه ببقاء بناتي في حضني ، احتضنتني فرحة وقررت تقيم مأدبه عشاء في منزل امها تدعو لها كل العائله " البندرية " احتفالا بنجاحي واحتفاءا بي ، يومها احتضنتني خالتي رضوي وهمست انا فخوره بيكي ، وكدت افقد الوعي فرحا ، يومها قالت مايسه لبناتي امام كل العائلة ، امكم دي ست قويه وجميله يابختكم بيها!!!
وبكيت فرحا لان الزمان انصفني بعدما كنت اتصوره انه لن ينصفني ابدا ....
فهاانا هنا وسط عائله المناديلي التي تحتفل بي فرحا وفخرا وكسبت القضيه وانتصرت علي كل الهزائم التي حاصرتني وطاردتني واغلقت ابواب الرحمه والامل في وجهي ....
ومازال التصفيق عاليا مدويا ومازالت نرمين تتبختر في طابور الشرف وانا اصفق وابكي ونسرين تصفق وهي تحتضني ومايسه تصفق فرحه بي وبكل ماانجزته في حياتي ...


                                                                            " ماتت اختي "
                                                                                      مايسة


صممت مايسة تنزل نعي خاص في الاهرام ، صممت تخطر الدنيا كلها ان اختها الحبيبة منورة ماتت ... في اطار عريض اسود وبشريطه سوداء علي طرف الاطار قالت مايسة ، ماتت اختي التي لم تلدها امي ، ابكيك بدموع قلبي ، سافتقدك طيلة العمر ، انفجرت دموع نرمين ونسرين شلالات حزن وبكي يحي وقتما قرأ كلمات مايسة مترحما علي منورة التي حاربت طويلا وتمردت كثيرا لتصل لهذه اللحظة ، لحظة تنعيها مايسه لانها اختها الحبيبة  ، فقط منورة في مكانها البعيد وفي عالمها الاخر ابتسمت وارسلت لها قبله في الهواء وصلتها حلم ليلي يتكرر ، تزورها منورة وتقبض علي كفيها ويفتحا باب الشقه ويهرعا علي السلم فرحتين والهواء المنعش يأتيهما من البوابه الكبيرة للعماره الانيقة وشعرهما الناعم يتطاير خلف ظهرهما ، كل ليلة تلثم قبلة منورة وجنتها وكل ليلة يأتيها الحلم وكل نهار تستيقظ باكية بدموع الفرج التي تباغتها وهي تنفض بقايا النوم وتستيقظ ، تترحم علي منورة وترسل لها قبله تصلها دعوات حانية بالرحمة والجنة وحسن الختام....

                                                                     

                                                                      وقالت الابتسامة .....

في الحلم ....
فتحت منورة حضنها لسميحة علي وجهها ابتسامه الانتصار ..
المدهش ان نفس الابتسامه كانت علي وجه سميحة ايضا ...
في الحلم .....
قالت الابتسامة لنا ، كل مالم تقله طيلة حياة منورة وطيلة حياة سميحة ...





نهاية الجزء السابع والحدوتة

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اكتر حدوتة وجعت قلبى
والله مش عارفة اقول اية ...الحدوتة رائعة بتفاصيلها واسلوبها البسيط وواقعية جدااااا وموجوة كتير فى حياتنا..
خرجت من الجزء الاول وأنا غاضبة جدا من العمة نفيسة وكرهت العادات والتقاليد الخاطئة اللى دائما بتكون سبب فى كل المصايب اللى بنعشها كرهت العادات اللى بتتحكم فى مصير انسان فيرضى بكل هذا الذل والمهانة..
حبيت تمرد مصطفى على العادات والتقاليد الخاطئة وعلى اختة نفيسة وسيطرتها وتمسكة بحبه وأختيار حياتة بنفسة ..
غاضبة جدا من استسلام مرتضى لاختة وللعادات وزواجة من الست سعيدة ليس حبا فيها ولكن ارضا لاختة وللعادات والتقاليد..
ورغم حزنى الشديد على سميحة وما فعلتة معها خالتها تفيدة وتخلى أبوها عنها وعيشتها كالخادمة عند عمتها نفيسة تبعثر كرامتها هى وابنتها ودمعت عيناى على كرامتها المبعثرة وعلى ذلها وضرب ابنتها وزواجها دون رغبتها واستسلامها للعمة نفيسة ،رغم بكائى عليها ولكنى كرهت سميحة الام البليدة التى قبلت كل هذا الذل والمهانة فوجدت ايضا حتى خرطوم الحمام كرهها وكره ذلها وضعفها واستسلامها..
ولكنى وجدت الامل فى منورة الجميلة الرقيقة التى احبها حتى الجماد فتالمت حبات السبحة لصراخها وضربها وشعرت حبات السبحة بالذنب وقالت ليتنى لم اناديها ليتنى قنعت بحالى وتركتها بحالها ..ليتنى وليتنى..
حتى فستان الزفاف ايضا احبها فارسل اليها قبلة وأرسلت له قبلة شكر فعاد الى محلة الصغير ولم ينسى منورة أبدا.. وانا ايضا أحببت الجماد الذى كان أحن وأرق من البشر.
وجدت الامل فى منورة التى رفضت ان تعيش حياة امها فتكون ذليلة للجدة نفيسة والزوج يحيى والعائلة وتمردة على حياتها وتمسكها بالفرصة وشغلها وحياتها فى القاهرة مع مايسة وتغلبها على خوفها وارتباكها فانتصرت على البلدة وأعرافها ..
حبيت مايسة وتواضعها ومساعدتها لمنورة واخلصها وحبها لمنورة حتى بعد موتها تنزل نعى خاص فى الاهرام لتخطر الدنيا كلها أن اختها منورة ماتت فبكينا جميعا على منورة..
الحدوتة رائعة جدااا .ورغم كل الوجع اللى فيها ولكنى فرحت جدا لانة كان لازم منورة تنتصر فى النهايةوترفض الذل والمهانة وانتصرت على العرف والتقاليد الخاطئة..
مش عارفة اقول اية غير تسلم ايدك ...الحدوتة روعة..استمتعت جداااا.. شكرا أستاذة أميرة وأنتظرك فى الحدوتة القادمة..
Nashwa abd el halim