مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

دموع ملونة علي جناح النورس ( الجزء السادس والاخير )


الجزء السادس
 

و أغني ليه وزماني زماني ما سعدنيش 
والفرحة بتواعد ولا توفيش
والليل بيطويني والآه على لساني
والحزن يخاويني ولا ليلة ينساني
ده زماني لما رماني .. رماني .. رماني مانصفنيش

( 33 )
انت سامعني يازين

دوامات من الالوان الصاخبة تدور في عقله في رأسه بين عظام جمجمته ، دوامات من الالوان تدور وتدور ، بقع الالوان تنتشر تاره اخضر صارخ وتاره اصفر شاحب وكثيرا بقع حمراء تطغي وتطغي ، دوامات من الالوان تدور وتاخذه وتصعد به بعيدا وتهبط ، يتعلق بخطوط واهيه تحمله بعيدا وكأنه في مدينه ملاهي وكأنه في بيت اشباح وكأنه يقبع بين شعر الريشة الكثيف ، الريشه تخط رسمها وهو متواري بين شعرها الكثيف ، يرسم معها وترسم به لكنه لايملك اراده يوجهها ولا تملك رأفه تشفق عليه ، خطوط الالوان تتكاثف تتشابك تتقاطع وهو بينها ، كأن احدهم اسقطه في جب ، ينظر لداخله ولايعرف كيف خارجه ، ينظر للخلف فيري كل الاشياء معكوسه مقلوبه ، يتمرد علي اللحظه العابثه التي يعيشها ، يتمرد ويتمني يفيق ، هل هذه هي الغيبوبه التي يصفوها ، يقظا وخدرا في ان واحد ، يقظا تشعر بنفسك وخدرا لاتشعر باي شيء اخر ، تشعر بنفسك لكنك لاتملك في امرها امر ، ولاتشعر باي شيء اخر حتي تظنك كل الاشياء غائبا لكنك لست غائبا بل يقظا عاجزا اسير الغيبوبه ، هل هذه هي الغيبوبه ، لا هذا هو الموت ، انت ميت فعلا ، حاضر غائب موجود ولست موجود ، الموت حصار اكبر ، يبقيك في الدنيا ولا يبقيك فيها ، يسرقك منها ويتركك فيها ، ربما انت ميت ، ربما دوامات الالوان التي تحسها هي العالم الاخر ، ربما العالم الاخر ليس الا دوامات الوان صاخبه تاخذك علي اجنحتها لتحلق وتهبط ، ربما العالم الاخر هو خطوط الالوان التي تتنازعك وتتازع مشاعرك واحاسيسك فتتفائل مع الاخضر وتتيبس مع الاصفر وتتمرد مع الاحمر ، ربما انت ميت ايها الميت ولاتعرف ، مازالت دوامات الالوان تاخذه وتعيده ، يتمني يحرك ذراعه ليكتشف اين هو ، يتمني يفتح عينيه المغلقتين ليكتشف مكانه وجوده ، لكن ذراعه خدر لايتحرك وجفنيه موصدين والجسد الذي يسكنه متخشب ، فقط الروح تتقافز حائرة اسيره الركام الغريب الذي تحاول الفرار منه ، الروح تتقافز حيه والجسد متخشب ودوامات الالوان تاخذه وتعلو وتاخذه وتهبط ، لست ميت ولكني لست حي ، هذا ماقرره زين واسئله كثيره تداهمه في الكهف الذي يحتجزه ويأسره ، انت في لحظه جديده يازين ، لحظه جديده لم تعشها من قبل ، ربما لحظه الموت ذاته لم تمتها من قبل ، ظلام دامس يحيطك وبعض بقع الالوان ، تري العالم احمر ، ثم يتغير للاصفر ويتشقلب للاخضر وبعض الازرق يأتي ويذهب ، هل ماتصفه هو مشاعرك ، هل تحولت المشاعر في تلك اللحظه الغريبه لالوان صاخبه ، حسب حالتك النفسيه تتغير الالوان ، يتمني يضحك علي الجنون الذي يعيشه ، لكنه عاجز عن الضحك مثلما هو عاجز عن شيء اخر ، يتمني يضحك فتدور الدوامات به برتقاليه ، حزينا يتمني يفيق فتحمله الدوامات الحمراء علي اجنحتها لاعلي لكنه لايفيق فيسرقه الاصفر ويهبط ، انت فين يازين ؟؟؟ انت مين اساسا ، انت زين ؟؟؟ اسئله بلااجابات ، اسئله تتحول داخل الجسد المسجي علي فراش المستشفي موصولا بالاجهزه والشاشات تتحول لانتفاضات سريعه تلتقطها الشاشات وتتعجب وتعود لانتظامها ، انتفاضات لاتسجلها الاجهزه في ملفه فلاينتبه الطبيب لحدوثها ولا تنتبه الممرضه ايضا ، هذا الجسد الذي يبدو صامت اخرس يتكلم ويقول ، ينتفض ويتمرد ، يعبر عن نفسه رغم الخرس والعجز ، هذا الجسد مازال حيا والروح المحجوزه بداخله تناضل لتبقي حيه وتحاول تساعده ليشفي ويعود حيا ، لكن الشاشات خرساء والفراش ايضا ولااحد يعاونه ليعبر عن نفسه .....
صوت بعيد بعيد يقترب ، صوت يتحول لدوامة بنفسجيه ، صوت يغزو صمته بباقات من البنفسجي الساطع ، ارسال يغزو صمته وخرسه وعجزه ، هاهي الحياه ترسل لك الرساله التي كنت تنتظرها للتأكد انك مازلت في تلك الحياه ، يضحك زين او ماتبقي منه او بعضه ، يضحك لان الحياه تخدعه حتي وهو ميت ، ترسل له رسائل وكأنه مازال حيا رغم انه ميت ، دوامات البنفسجي تاخذه وتعلو به وتهبط وصوت غريب ، بل مألوف ، يخترق صمته ويأتيه من بعيد خفيضا ممضوغا ، انت سامعني يازين ؟؟؟
( 34 )
ماذا عنك انت ايها المهزوم الاكبر ؟؟

غربة ... هذا مايشعر به نبيل دائما ، انه الغريب الحائر ، الغريب التائه ، قشه علي وجه الماء ،  تتلاطمها الامواج وتتقاذفها ، شجرة بلا جذور ، ورقه خشنه من اوراق شجره تحكم فيها الخريف وامر بسقوطها فتهاوت وامر ببعثرتها فتمزقت ومازالت تتطاير وسط الضباب الكثيف ، يحدق في زين نائما امامه علي الفراش ، موصولا بالشاشات والانابيب ، انفاسه بطيئه بطيئه وكأن كل نفس يتمني يكون الاخير مترددا يخرج ويعود ، يحدق فيه ويتمني يبكي ، لكن البكاء لايجدي ولن يجدي ، يسأل نفسه عن الايام التي باعدت بينهما حتي فوجيء به يعود اليه جريحا ينازع الموت ، لماذا سمحت يانبيل للزمن يمزق اخر اوصال روحك ويباعدك عن باقي الدفء الذي شحذته فمنحه الله لكن عطفا وكرما ، المقعد الخشبي يمزق عظامه والخوف علي زين يمزق قلبه والايام الموحشه تحيطه وكأنه ابن شرنقتها واسيرها ، الدكتورة نادية ، يبتسم نبيل ساخرا من حمقه ، كيف تزوجها ، سؤال سأله لنفسه طويلا دون اجابات ، بعد موت امه بايام قليله قابلها في المستشفي ، لايعرفها من قبل ، منقوله من مستشفي نائيه ولايعرف السبب ، قدمت له واجب العزاء مثل كل زملاءه ، اقتربت منه بحكم وحدتها وغربتها في المدينه الكبيرة الصاخبه المخيفة التي لاتعرف فيها احد ، شكت له من قسوه الزمان عليها وطلاق ابيها وزواج امها ووحدتها ، باحت له بخوفها الدفين وهي نائمه في غرفه الاستراحه وحيده وانها لاتنام ابدا ولايغمض لها عين ، كل هذا لايبرر له يتزوجها ولا يبرر له يقرر ينتشلها حسب تصوراته الحمقاء من ظروفها وظروف حياتها فيفسد كل حياته وظروفها ، لكنه فعل ، في يوم موحش بارد طلب الزواج منها ، سبق ذلك اليوم ليالي طويلة  داهمته فيها الكوابيس طيله الليل وحاصرته واسرته وقهرته واخافته ، كوابيس موحشه متوحشه ، ينازعها وتنازعه ، ستموت وحيدا ولن يشعر بك احد وستنساك الايام قبلما تتذكرك ويصرخ ويتشاجر وينادي ابيه فلا يأتيه وينادي امه فتحدق فيه باسي وترحل وتحاصره انفجارات القنابل ودوي الرصاص ويري البيوت تنهار فوق قاطنيها ويري رعب الناس يجروا صوب الخنادق ويري المظليين يسقطوا من السما في صاله منزله يحتلوها ويري بذله ابيها تخرج من خزانتها وتطلق رصاصاها تهدم الجدران والمنزل وهو صغيرا مرعوبا و............ يستيقظ وينام ، وينام ويستيقظ و........ لابد من شيء يغير حياته فلا يبقي وحيد يحادث الوطاويط والاشباح ويفر من الكوابيس للكوابيس ، فكانت ناديه ، في المستشفي وبسرعه عرض عليها ، تتجوزيني وكأنها كانت تنتظر عرضه لتقبله بسرعه ، تحتاج مأوي وحضن ، تحتاج منزل وسند ، تحتاج سقف تنام تحته آمنه و........تحتاج رجل يقتحم غابات السافانا الاستوائية في روحها يحتويها ويحبها عله الزهور الميته تعود للحياه و..... تزوجا !!!
الدكتورة نادية ، مازال نبيل يحدق في جسد زين امامه يراقبه وانفاسه ، في هذه اللحظه بالذات لايطلق لمخاوفه العنان ولا يسمح لها تكسر ثقته في نجاه زين ، ستنجو يازين مهما رواغتني ومهما رواغك الموت ، ستنجو ، اعبث كمان تشاء واخدع نفسك والعالم وكأنك سترحل لكنك ستنجو وتبقي ونمد بيننا حبال الوصل التي سمحت انا للحياه وللدكتورة ناديه تمزقها ... يبتسم ابتسامه زرقاء ، الان يبتسمها ، الحق كل شيء حوله يحاصره بالابتسامات الزرقاء ، يبتسم ساخرا من نفسه ، لاتلوم ناديه علي ملامحها ولا شكلها ، كل شيء كان واضح امامك لكنك اخترتها ، نعم لم تحبها ابدا لكنك اخترتها دون كل النسوة والجميلات وتزوجتها ، هذا ليس زواج ، هذا انتحار ، الحياه كئيبه لحد لايجدي معها اي امل في الفرحه ، نجوي ماتت وتركتك وحيدا ، اسيرا والبذله العسكريه ودمائها المتجلطه علي النسيج المتسيب ، تركتك وحيدا بين الجدران الصماء التي لم تسمع ابدا صوت ضحكات الفرحه ، تركتك وحيدا مع الاثاث العتيق الذي وشم بدموعها وقهرتها ووحدتها ، ماتت نجوي فانتابك الرعب تموت وحيدا لايدرك احد موتك ، تتحلل جثتك وتتعفن وانت راقد فوق دودها لايدري بك احد ، زين في وحدته العسكريه ، وعمي وصفي وخالتي فردوس يجلسا في التراسينه يسترجعا ايام القهره والهزيمه والفرحه والنصر وينتظراك تزورهما ، لكنك مللت من الزيارات ، مللت تتحول لحقيبه يحملها صاحب النصيب لمكانه ، مللت الغربه التي لانهايه لها ولا شطئان لبحرها ، تبحث عن ارض تمد بها جذرك ، لكن الارض صخريه وجذورك هشه كوجع الحزن الممتد في ارجاء روحك ، نجوي ماتت فحاصرك الموت وكأنه اختيارك الوحيد ، ستموت وحيدا وهذا قدرك ، لاابن ينعيك ولاام ترثيك ولا اخ يحزن عليك ، انت اليتيم ابن الشهيد الذي منحك اوسمه الفخر والشرف وكل الوجع ، ستموت وحيدا وهذا قدرك ، ستنام علي الفراش وكأنك ستستيقظ غدا ، لكن غدك لن يأتي ، ستتسلل روحك ببطء وصمت وهدوء من جسدك وتتركه يتحلل علي الفراش ، ستترك دودك علي فراش امك حزن فوق الحزن ، حينما سيكسروا الباب سيجدوا بقاياك علي الفراش دون وداع اوحزن ، سيلملموك في كفن مهتريء ويلقوا بك في مقبره لانعرف اسم صاحبها ، ينتفض نبيل غاضبا من كل التداعيات المجنونه التي حاصرته بعدما ماتت امه ، ينتفض غاضبا ، لولا هذا الجنون الاحمق ماانتحر مثلما انتحر ، انتحر وبقي علي قيد الحياه ، خاف الموت فاشتراه وعاشه حيا ، لولا هذا الجنون الاحمق ماقبل يتزوج الدكتورة ناديه ، ماعرض عليها ترافقه حياته فقبلت وبسرعه ، لولا هذا الجنون الاحمق لانتبه للجب الذي انزلق اليه ففر منه ، عدل عن عرضه وفر منها ولو تصورته ندلا او احمق او مجنون ، انا ياسيدتي ندل واحمق ومجنون لكني لن اقع في اسر موتك الذي سعيت اليه في لحظه جنون وحمق ، لكنه لم ينتبه لما يفعله في نفسه ، احسه خطيئه تستحق المداراه فلم يدعو زين ليشهد علي وثيقه زواجه ولم يشتري بذله جديده ولم يحتفظ بصوره زفافه وهي ترتدي الفستان القبيح الذي استأجرته ، خطيئه يلزم اخفاءها فاخفاها !!!!
الله يخرب بيتك يانبيل ، بجد بجد الله يخرب بيته !!! همس لنفسه وهو يراقب زين علي الفراش امامه ينازع الموت !!! وبحث عن بيته الذي تمني خرابه فوجوده خربا لايستحق منه دعاء ولا يتحمل !!!
يحدق في زين وجسده الوهن يرجوه الا يخذله ، تمالك روحك يارجل وابقي معي ، موتك لن يحقق انتصارا وانسحابك من الحياة لن يريحك فالمعارك الكثيرة تنتظرك وتحتاجك و.............. كأنه سمع الجسد الوهن يهمس ، سابقي وانتصر ، ماذا عنك انت ايها المهزوم الاكبر ؟؟؟؟
وانقطع التيار الكهربائي ثانيه بعدما دوت بعد الانفجارات البعيده وساد الظلام و...............كأن  نبيل وزين هرعا للمخبأ وسط غاره جوية كبيرة طويلة !!! 

( 35 )
تمنيت اكون واحد منهم

ومازالت نسائم الليل الباردة تربت علي وجه زين ونبيل جالسين علي سطح العقار في ليله حارة طويله ، الفجر مازال بعيدا والشابين يتجاذبا اطراف الحديث والحلم ، والمستقبل يبدو امامها مشرقا ولما لايكون مشرقا والبلد خرجت من الحرب منتصره وفتحت المدن المغلقه ابوابها لاهلها ومحبيها ، وزغرطت السفن وهي تبخر متعاجبه فوق سطح القناه التي حررها الابطال فعادت ممرا مائيا للخير بعدما كسرت الاراده المصريه هول الاكاذيب الاسرائيليه بتحويلها لمانع مائي يبقي الهزيمه راسخه علي قلوب المصريين ، كسر المصريين الخوف واستقوا بالاراده والعلم والتاريخ والرجال وحطموا كل الاكاذيب والخدع والاهوال وعبروا القناه بمئات الالوف من الرجال في لحظه واحده فحرروا الارض والقناه وبدي وكأن الحياه تبتسم للوطن وابناءه وكل من دفع الثمن الغالي لنصل لما وصلنا اليه ، يتجاذبا اطراف الحديث لكن خوف يخلع قلبيهما معا ، هل سيعود عم وصفي لبيته في المدينه الباسله ويخلع زين من اخوه نبيل ويقهر نبيل بيتم جديد وتعود نجوي وحيده تبكي ، هل سيعود عم وصفي لبيته ويترك الشقه المؤجره وقت الهزيمه ويرحل عنها وقت الانتصار !!! خوف يمزق قلبيهما باسئله مخيفه لايحاولا يعثرا لها علي ايه اجابات ، هل سنعيش الهزيمه وجعا والانتصار ايضا ؟؟؟
خمس سنوات عاشها عم وصفي وعائلته مع الست حرم المقدم الشهيد وابنها فصارا عائله واحدة تشاركا الحزن والفرحه ، هل حان وقت الرحيل ؟؟
يسأله نبيل ، انت ناوي علي ايه يازين ، انتبه زين وتعجب من سؤال صديقه ، ازاي يعني قصدك ايه ، حتخش كليه ايه ، ماانا فهمت سؤالك بس مستغرب منه ، انا ضابط يانبيل ، اي ضابط ، دي امنيه عمري اللي حاحققها ، لما كنت باشوفهم زمان في عربياتهم الجيب علي شط القنال وابويا يشاور ليهم ويضحك فيضحكوا تمنيت اكون واحد منهم ، ولما مشينا وقفلنا البيت ولقيتهم بيودعونا ويوعدونا نرجع ومنتصرين تمنيت اكون واحد منهم ، ولما سمعت من ابويا عنهم وعن بطولاتهم وعن تضحياتهم علشان كلنا نعيش تمنيت اكون واحد منهم ، وانبري زين يحكي ويحكي ، انا ضابط يانبيل ضابط معرفش اعمل حاجه تانيه !!! يسمع نبيل لزين والالم يغزو قلبه ، تاني ضابط ، تاني وجع ، تاني رحيل ، تاني استشهاد ، تاني اطفال يتامي وحزن وقهره وزوجه تبكي ، فطن زين لرأس نبيل وتداعيات افكارها ، بص انا زيك بالضبط باحب الحياه ونفسي نعيش ونفرح ، وزيك بالضبط دفعت الثمن ، جايز كل واحد بطريقته لكن كلنا دفعنا الثمن لكن ده خلاني مصمم اكتر اكمل في الطريق ، علشان الحرب الجايه مااسبش بيتي ومدينتي وامشي ، الحرب الجايه كلهم يمشوا وافضل انا مكاني احارب وانتصر وارجعهم لبيتهم مطمنين !! ادرك نبيل ان الهجره التي عاشها زين حرمانا من بيته وشوارعه ومدينته الباسله حفرت في روحه تحدي واراده وتصميم ليعود للمدينه التي هجر منها طفلا صغيرا يعود لها ضابطا محاربا يدافع عنها وعن اهلها ويحقق لها الانتصاارت و........... استراح نبيل قليلا ، لان زين سيبقي معه في القاهره حتي لو عاد عم وصفي لبيته ومدينته الباسله وشط القنال ، فالكليه الحربية التي ستمنح زين بذلته العسكريه وتحقق امنتيه القديمه بجوار منزلهما ، زين سيبقي والاخوه ستبقي وجرح فراق عم وصفي وعائلته سيندمل قليلا ببقاء زين في حياته وبينايته والحي العتيق الذي يعيشا فيه .. وانت يابلبل ، طب ، ابتسم زين ، غاوي شقا ومذاكره ، يشاكسه ، لا ، عايز اكون انا الدكتور اللي يستقبلك وانت متصاب ويعالجك ويمنحك فرصه تانيه وعاشره علشان تحارب وتنتصر !!!
وضحكا معا ساخرين من امنياتهما الغربيه ولم يتصورا انها يتحدثا عن نبوءة سيعيشاها معا في تلك الليله الصعبه التي يعيشها نبيل الان !!!

 ( 36  )
صوب نهر الكوثر

كأنه نائم ، وكأنه غائب ، وكأنه بعيد ، علي فراشه في غرفه العنايه المركزة يصارع زين الساعات الحرجه وبطشها كأنه طفل قليل الحيله في رحم امه ينتظر المخاض ليعيش  ، يصارع الرحيل الذي يوصد نبيل امامه كل الابواب والنوافذ ويصارعه تشبثا بزين الذي تحول في تلك اللحظه لابنه وابيه وكل ماله في الحياه ، لن ترحل يازين ، لن ترحل !!!
الا انت يازين ، حدق نبيل في وجه زين ، لم ترحل روحه بعد عن جسده ، ربما تستعد للرحيل ، ربما يفلح يقنعها تبقي معه ولاتتركه يتيما ، ربما يهون اوجاع الجسد فتسكن الروح وتبقي حتي يتعافي الجسد وتتعافي معه ، ربما يفلح نبيل يغير مصيره لاخر يتصوره لن يحدث وهو مصيره الحقيقي ، ربما مكتوب لزين الا يموت في تلك الليله الموحشه ويرحل للسماء ، ربما مكتوب له يبقي حيا علي يد صديق عمره فيمتن له انه انقذ امه من احزان تكوي القلب ، ربما والف ربما ، نبيل لايعرف ولا زين ايضا والساعات القادمه حرجه وستحمل اجابات حاسمه لالف سؤال يدوروا في اذهان الجميع و......... يلتصق نبيل بجسده المرتعش علي المقعد الخشبي وظهره للحائط يراقب جسد زين ومؤشراته الحيويه ترتسم علي الشاشات ارقام وعلامات ومنحيات تصعد وتهبط و........... يتمتم نبيل بكل الادعيه التي حفظها والتي ابتكرها ويدعو من اعماق قلبه لربه الرحيم الا يقسو عليه برحيل زين ، الا انت يازين !!!
ومازالت الغرفه صامته وانفاس نبيل بطيئه مثل انفاس زين وكأن روح واحده تسكن جسديهما الذي يصارع الموت والذي يصارع الهزيمه و............ مازال الليل في اوله !!!
لن ترحل يازين ، لن ترحل ..يتسلل صوت همسه لتجاويف رأس زين ، يتسلل صوت همسه لدفقات دفء لايعرف النائم الغائب معناها ، كل الكلمات لامعني لها ، كل الكلمات تتحول لصور واحاسيس ومشاعر يعجز الجسد والروح ايضا عن تفسيرها ، يتسلل صوت صدقه لروح زين المحبوسه داخل جسد يصارع الموت ليحيي ويصارع الحياه ليبقي ، يتسلل صوت نبيل لروح زين تمنحه بعض الطمأنينة وكأنه شفي وسيفيق ، يسكن الجسد للاصوات التي لايفهمها وكأنه يفهمها ، يسمع اصوات ممضوغة تحاصره ، اصوات غريبه لايعرف يفسرها ، صوت خرير مياه ينساب داخل روحه ، كأنه عطش في الصحراء وعثر تائها علي عين حلوة ، يهبط علي ركبتيه ويغرف من ماءها بكفيه ، يتسرب الماء من بين اصابعه يروي الرمال ولايصل جوفه ، يتململ ، يشعر الما في ركبتيه ، رمال الصحراء توخزه بسنونها الموجعة ، يتأوه يتوجع يتألم ، يتمني يقف ، يحاول ، يتعثر فوق الرمال الساخنه ، يسند بكفيه علي الارض ، الارض ساخنه تحرق اصابعه ، يتعثر ، كأنه سيسقط علي وجهه ، الرمال ستملأ عينيه وانفه وتلتصق بشفتيه تخنقه ، يختنق ، هذا مايشعر به ، يختنق !!
الجسد النائم علي الفراش موصولا بالشاشات والمحاليل ينتفض يختنق وتظلل الزرقه علي ملامحه ولون جلده ، يختنق ، نعم يختنق ، الهواء لايصل رئتيه فيسعل وضربات قلبه تتباطيء وتتباطيء ، مازال الجسد يتعثر فوق رمال الصحراء الساخنه ومازالت الرمال تخنقه وتكتم انفاسه ومازال الوجع ينفذ لمراكز اعصابه يحترق بسخونه الرمال ، اصوات ممضوغه تحاصره ، نداءات لايفهمها وطاقه نور تكاد تنفتح امامه تنتشله من كل العذاب الذي يعيشه منذ انهارت الجدران فوقه في الليله البعيده التي لايعرف متي كانت ومالذي يمر فيه من بعدها ، يري نفسه تائها في الصحراء والشمس تثقب رأسه وتخرج مخه تلقي به للنواهش الجوعي ، يري الرمال تقفز من تحت قدميه لرأسه تكسوه كله ، تكفنه ببلوراتها المشحوذه بالوجع ، يكره الصحراء ويحب البحر ، لكن البحر بعيد والصحراء تحيطه من كل جانب ، ينفض جسده من كفن الرمال ويحاول ينقذ نفسه ، ينتفض وينتفض ، الزرقه مازالت تكسوه وتزيد من قتامتها ، شمس الصحراء تحرق جسده وتخرق رأسه ومخه امام عينيه ينهشه الجوعي والماء يجري بين يديه لايرويه ، عطش مخنوق ، يبحث عن ظل يحتويه ولو لبرهة ، ظل يسكن وجعه ويبعد عن روحه سكاكين الحريق التي تمزقه ، لكنه تائه محاصر لايجد الاسراب يقبض عليه فليقي به من وجع لوجع ، وكأن فيضان احمر سيأتيه قريبا ، يري موجات حمراء عاليه تخرج من جوف الصحراء تكاد تغرقه ، كأن اعاصير من لهيب تحاصره وستغرقه بحمرة وجعها والمها ، تائه محاصر في مكانه لايجد مخرج ولا فرار ، يختنق يختنق ، وتتباطيء انفاسه ويكاد يستسلم للموت غرقا في رمال الصحراء محترقا ازرق وتكاد النواهش تستعد لتمزيق جسده وتكاد طاقه النور البعيده تقترب وترحل به بعيدا عن كل هذا الوجع ، يختنق يختنق !!!!
تصرخ الشاشات بارقام تشير لحالته المضطربة،يقفز نبيل من مقعده،يقترب من الجسد المتألم ،ضربات قلبه بطيئه بطيئه وكأنها ستصمت ، يعرف نبيل مايحدث ،لن ترحل يازين ،لن ترحل ، يصرخ في الممرضه يناديها لتأتيه بحقنه تنظم ضربات القلب المتعثر ، يراقب انفاسه تشحب وتشحب وكأنها ستخفت وتصمت ، يرتبك نبيل ، يراقب الشاشات وهو يصرخ ، تأتيه الممرضه بالحقنه ، يفرغها في الانابيب الموصوله باوردته ، يسري الدواء قطره قطره في جسد زين ، تنتظم ضربات قلبه التي كادت تتلاشي وترسم خطا مستقيما علي الشاشه ، يعلو الصدر ويهبط ، بطيئا بطيئا لكنه يتحرك والانفاس التي كادت تخفت تعود وتعيد زين للحياه ، يتواري الشحوب ببطء والزرقه ايضا وتعود الملامح التي كان يعتصرها الالم لبعض السكون وكأنها استراحت من هجوم موجع ...
صوت خرير المياه مازال ينساب لروحه ، بعض الماء العذب يروي عطشه ، قطره قطره ، الماء الحلو يغسل الملح المتكلس علي شفتيه وجوفه وبلعومه ، يندفع ببطء يزيل امامه بلورات الملح المشحوذه في طريقها ، الرمال التي كانت ساخنة تبرد والوجع الذي يحاصره من سخونتها وسنونها يقل ويقل ، يبتسم التائه في بحار الرمال ابتسامه صغيرة وكانه سيقبض علي السراب الذي طالما خايله في رحلته الغريبه وسط تلال الرمال وهضابها وتبتعد عنه الاعاصير الحمراء المخيفه و............. تنتظم انفاسه وتشير الشاشات لانتظام ضربات قلبه و.......... مازالت الساعات الحرجه تحاصر زين لتحمله لموكب الفخر في رحلته الاخيرة صوب نهر الكوثر ، مازالت الساعات الحرجه تحاصر زين ومازال نبيل يغلق امام صديق عمره واخيه بوابات الرحيل ويتشبث بثوبه ليبقي مثلما فعل طيله حياتهما معا و.... مازال الليل طويل ..
( 37 )
افتكرت القديم والجديد

يبكي ويبكي ويبكي ....
في غرفته الصغيرة في استراحه المستشفي يبكي وينتحب ..
تطرق ليلي الباب وتدخل ، بمنتهي القوة والحسم تهمس ، انا ماشيه بكره وقلت اجي اودعك يادكتور ، تلمح دموعه التي يواريها ، تلمع دموعها في مقلتيها تشاركه الوجع والحزن ، بتعيط ليه يادكتور ،  تضع الحواجز بينهما عامدة ، ماانت الحمد لله اتطمنت علي المقدم زين ، ، ده عياط سنين كتيره قوي ياليلي ، عياط مكبوت ، بس النهارده من كتر الفرحه اعصابي باظت وافتكرت القديم والجديد !!!
تناوله كوب ماء بارد ، مبروك يادكتور انت عملت الاسبوع ده عمل عظيم ، الحق عملت اللي عليك وزياده ، الف مبروك !!!
يتمناها تقترب منه ، يتمناها تحتويه في حضنها ، يتمناها تمسح دموعه بقبلاتها ، يتمناها تتوحد معه تماما في تلك اللحظه ويبكيا معا بدموع الفرح ، يتمني منها اشياء كثيرة ، لكنها بعيده ، بعيدة ، بعيده وتبعد اكثر واكثر ....
المقدم زين حيروح بكرة وانت بقي تاخد اجازه ، تريح اعصابك وجسمك وروحك من الاسبوع اللي فات وكل اللي حصل فيه ...
يتمني لو تأتي معه لبورسعيد ، يتمني لو تجلس معه علي مقهي الجيانولا ويتقاسما قطعه الكاساتا ، يتمني لو تركب معه المعديه لبور توفيق ويتطاير شعرها علي سطح المركب وتبلل فقاعات الماء وجهها وشعرها ، يتمني لو جلست معه في تراسينه خالتي فردوس ، يتمني لو عم وصفي بارك زواجهما ، يتمني ويتمني ويتمني.....
تلوح له مودعة وتخرج من الغرفه وتتركه وحيدا يحدق في المرأة يبحث عن نفسه !!!
يتردد صوت زين في اذنه ، بطل تستخبي يانبيل وشوف ايه اللي بيسعدك واعمله ....
ويقرر يعود مع زين لبورسعيد ، عله يجد نفسه هناك ، عله يجد اجابات للاسئلة الموجعه التي تطارده وتفسد عليه حياته ، عله يقوي يقرر مالذي سيفعله مع نادية ومع نورة ومع ليلي ، عل ادعية خالتي فردوس تهون عليه الصعب وتساعده يجد مايسعده ويمنح حياته قيمة !!!!
يقرر يعود مع زين لبورسعيد ، عل المدينه الباسله تبوح له باسرارها وتحتويه ، تربأ جروح روحه ونفسه ، علها تقص عليه تاريخ ابيه فتزرع في روحه فخرا ينسيه اليتم ووجعه وايامه الموحش ، علها تهديه بفنارها القديمه لسبيله التائه ، يصالح ناديه ويصالح نفسه ، يمنحها حريتها ويقتنص منها حريته ، يفسح في حياته مكانا لليلي ويطاردها بحبه ويبدأ معها حياه جديده تمحو ببهجتها قسوة الحياه الاولي واخفقاتها المخزية ...
وفجأ يتذكر مايا ، انا ابنة الشهيد محمد المبروك ، يتذكرها وصوتها الغاضب ، يتذكرها ووجعها ويتمها ويقرر يصحب نورة لزيارتها فور عودته للقاهره ، ربما يفلح يحتويها مثلما افلح عم وصفي يحتويه ، ربما تصبح هي ونورة ، مثلما صار هو وزين ، اخوه واشقاء يتساندا علي بعضهما في الايام الصعبه الموحشه ومااكثرها .... ربما هذا ماسيمنح حياته قيمه ويسعده ، مايا ونورة ، ربما .... ربما!!!!

( 38 )
مايا

في هذه اللحظة علي ضفة القناة يتابع السفن المارة وينصت للاصوات الصاخبة ويستنشق الهواء النقي ويبتسم بلا سبب مفهوم ، ترك زين في فراشه وبجواره خالتي فردوس تدعو له وتطعمه ، مستكينا في حضنها كفرخ النورس الصغير تلقمه امه بالحياه والحماية ، سار مع عم وصفي حتي المقهي العتيق وتركه فيه واكمل سيره صوب القناة ، يحدق في النوارس المحلقه في السماء ، يتابعها ترسم دوائر في السماء الصحوة ، تهبط صوب الماء وتصعد ومابين الصعود والهبوط ، والشقاء والتحليق حياتها ، يتابع السرب ويتمني يلحق به في السماء ، بل ويتمني يأتي بالسماء كلها لزين تحتفي بشفاءه ، انتصر المقاتل علي الغدر وسيكمل حربه لينتصر مره اخيرة ، سيأتي له بالسماء ، بل سيطلق جناحيه للسماء يحلق فيها وسط سرب النوارس ، الاجنحه البيضاء تلون السماء بالبهجه ، يلمح دموعا ملونه تتساقط  من النوارس علي رأسه،دموع الفرحه التي ادخرها لتلك اللحظة ،لحظه شفاء زين وانتصارهما معا ، قابعا علي ضفه القناه يتابع السفن المارة وحياه ، سأغير حياتي وابحث عن معناها وقيمتها ، يلمح ابتسامه زين نائما يتعافي في حضن خالتي فردس ، ساطرق باب مايا ونورة في يدي ، ساحمل لها علبه شوكولاته ، سامنحها حضني الدافء ،  ساقص لها عن ابيها وبطولاته ، ساقص لها عن ابي وتضحياته ، ساتركها تلعب مع نورة واعود بعد ساعتين لاصطحب ابنتي واعدها بتكرار الزيارة ، ساكبر لها صوره ابيها وازينها باطار ملون واحملها لها لتضعها في حجره نومها ، ساوصي امها الا تكون مثل امي ، تبكي فقدان زوجها ليل نهار ، ساقول لها ان الشهداء يشعرون بالفرحه مثلما يشعرون بالحزن ، سأوصيها تمنح زوجها من جميل مشاعرها وتدعو له بالرحمه وتعيش حياتها ببعض السعاده وتمنح ابنتها الفرحة ، لقد استشهد زوجها ليمنحنا جميعا الفرحه ، الا اقل تمنح هي وجميعنا ابنته الفرحة و.............. تحلق النوارس اعلي واعلي وترسم باجنحتها البيضاء بعض الفرحه في السماء ...   


وحلقت النوارس وحلقت
وطارت وارتفعت بعيدا عن الارض
وعادت بسرعه وقذفت ببدنها وسط الماء
وبكت وكأن احدا لن يراها


و... فعلا .. احد لم يراها ...


""نهاية الجزء السادس والحدوتة ""

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

طبعا حلوة زى ما عودتينا دايما

غير معرف يقول...

كل سنه و انتى طيبه اولا..انسب بدايه لسنه جديده مع النوارس...الوصف الدقيق لكل حدث و مقدرش اتخيل الحاله اللى بتكونى فيها للدرجه اللى يكون فيها الوصف بالغ الصدق للمرحله دى..كيف يكون الدعاء؟ كيف يكون الصبر؟ كيف يكون استشعار الفرح..و الاخوه و الصله..كيف تكون الاسماء موجعه..
انا بحب عموما وصفك العميق للمشاعر بس هنا ابدعت جمعها و بثها تانى طاقه امل
عبير مطر

غير معرف يقول...

M Manal Farooq ما بين الحياة اللى بيكتبها الموت لبطل.. وحزن الفقد اللى بتعيشه الاسره .. مابين بطل قرر انه يكون شبه الارض وبطل قرر يكون شبه الحزن ..
مابين مدينه بتمنح الحياة... وحياة تسرقها مدينه
ما بين نبيل .. زين / ناديه/ ليلى/ فردوس .. وصفى .. نجوى
الامل مايا / نور
ما بين كل دول تبقى الارض "الوطن" هي الحقيقه الوحيده التي نحيبها وتحيا فينا
لهثت خلف نبيل وهو يبحث عن حلمه، تعاطفت مع ناديه لقهر فرضته مدينه وروح ميته.. احببت زين المصري.. عشقت عم وصفى وخالتي فردوس..
حزنت لحزن الام للفقد الشهيد الحاضر الغائب..
عوالم حيه فى وجدا.. شكرا للغة مش ملتوته شغلا لابحار فى عالم نفوس بتحلم بحجات بسيطه لكن مشروعه..
شكرا لمدنيه تحمل حياة "بور سعيد"
شكرا اميره على جمال الحرف.

غير معرف يقول...

اولا الحدوته تعكس حاله ابداعيه خاصه جدالم تلتفت للمعايير التقليديه في التعامل مع الاشياء- المشاعر- الاماكن، وفي حين غاصت اميره في تفاصيل وصفيه اغنت الحدوته ونقلت القاري مباشرة لداخلها الا انها لم تستمر اثناء تعاملها مع الوقت
ولان احداث الحدوته تحتاج حاله تعبيريه مستمره كان يجب علي اميره - الاستمرار في الغوص اثناء تناولها عنصر الزمن، وبحد اقصي كان يجب عليها الغوص في زمن الحدوته تفصيليا مع بدء مقطع " الوقت بطيء وهو جالسا مكانه يحدق في الظلام" تفصيل الوقت يا اميره ووقته حتي استمر كقارئ في الاحساس بوحدة المكان والزمان والاحداث
انتي تلامستي فقط مع الوقت البطئ والمظلم لكنك لم تغوصي - علي عكس مافعلتي مع الاشياء والاحداث والمشاعر والمكان- بما فيه الكفايه
انتي موهوبه ومبدعه يا اميره واستمري لان سردك للحدوته جميل وبينقل القارئ بسرعه جواها، وعينه تبقي بتجري علي الاسطر لمعرفة التفاصيل
انتي اتقنتي في كل حواديتك استعراض وحدة المكان والزمان والحدث
لما تطلعي حواديتك عايزها كلها وعليها توقيعك - ناجي عباس

غير معرف يقول...

لو قلت انها حدوتة ملتوتة ,فهل عندكى الجرأة ان تنشرى تعليقى وبعدها سوف
احكى لكى عن التفاصيل التى جعلتها ملتوتة ,بعدما اخذت وقت طويل مني فى
قراتها,وعلى فكرة هيكون نقد بناء عشان
فكرك ما يروحش لبعيد,ووقتها سوف احترمك لانكى قبلتى الرئ الاخر بصدر رحب
......منتظر .................

اميرة بهي الدين يقول...

عندي الجراءه انشر رايك وكل اراء الاخرين ، وبالمناسبه ، لااغضب من كون الحدوته ملتوته مادمت احسست بهذا بعد قراءتها ... انتظر رايك التفصيلي وايضا انتظر تعرفني بنفسك ..
انا ايضا انتظر

غير معرف يقول...

بحييكى على جرأتك وسرعة الرد,واتمنى
ان لا تغضبى من راى فى الحدوتةالملتوتة
,لان رأى جاء بعد قرأة عميقة للقصة وليس مثل الكثيرين الذين علقو فى نفس
اليوم الذى نزلت فية الحدوتة دون أن
يتعمقوا فى قراتها,وتفصيلها التى هى
جعلتها ملتوتةوطويلة جدا دون الحاجة الى ذلك...سوف اعود مرة اخرى حتى اكتب
رأي التفصيلى,بعتذر لانى سوف اكون بعد قليل على طائرة اسبانيا ..استودعكى الله واتمنى ان لاتغضبى منى فبل ان اسافر وبحييكى مرة اخرى على جرأتك فى نشر التعليق , واهتمامك بالرأى الاخر .......اة نسيت جميع كتاباتك السابق قرأتها وأعجبتنى..
دون تفاصيل اوتعليق ولكن هذة الحدوتة كان لابد أن أعلق عليها...

د/ مالك عاصم

غير معرف يقول...

بحييكى على جرأتك وسرعة الرد,واتمنى
ان لا تغضبى من راى فى الحدوتةالملتوتة
,لان رأى جاء بعد قرأة عميقة للقصة وليس مثل الكثيرين الذين علقو فى نفس
اليوم الذى نزلت فية الحدوتة دون أن
يتعمقوا فى قراتها,وتفصيلها التى هى
جعلتها ملتوتةوطويلة جدا دون الحاجة الى ذلك...سوف اعود مرة اخرى حتى اكتب
رأي التفصيلى,بعتذر لانى سوف اكون بعد قليل على طائرة اسبانيا ..استودعكى الله واتمنى ان لاتغضبى منى فبل ان اسافر وبحييكى مرة اخرى على جرأتك فى نشر التعليق , واهتمامك بالرأى الاخر .......اة نسيت جميع كتاباتك السابق قرأتها وأعجبتنى..
دون تفاصيل اوتعليق ولكن هذة الحدوتة كان لابد أن أعلق عليها...

د/ مالك عاصم

اميرة بهي الدين يقول...

يادكتور مالك ، لااغضب من راي فيما اكتب ، مهم جدا اعرف راي القاريء ، انتظر رايك التفصيلي فهو يهمني جدا ، وتوصل اسبانيا بالسلامة يارب

غير معرف يقول...

كالعادة اكتر من رائعة .
الفلاش باك و الفلاش فوروارد –اسلوبى المفضل- يجبران القارئ على التركيز المستمر من اول حرف لاخر حرف .
بالرغم ان عدد الشخصيات قليل الا ان تفاصيلها الانسانية –دراما مستعرضة كما يجب ان تكون- اعطت ثراء غير عادى .
نيجى لبعض التفاصيل .. و ما ادراك ما التفاصيل .
عجبنى قوى المزج الغير مفتعل بين الواقع السياسى و الحالة الانسانية (شخصية مايا بنت الشهيد محمد مبروك على سبيل المثال)

عجبنى قوى الحوار الافتراضى بين زين و والده : سيسأله عن حرب سته وخمسين التي عاشها مقاتلا محاربا ، سيسأله هل كانت مثل حربنا ام اصعب ، يعرف رأيه سيقول له انكم ستنتصرون . فليس مهم الحرب الاصعب والاسهل ، المهم يقينكم وايمانكم بقضيتكم ، اليقين بالنصر والايمان بالقضيه هو السلاح السري الذي يحسم كل المعارك والحروب لصالحكم .

مشهد انهيار الانقاض على زين و طريقه وصفك لن يمحى من ذاكرتى ما حييت :
همست الجدران المتهدمة للاعمدة المنهاره توصيها الرفق بزين ،
همست الاعمده المنهاره لقطع الاحجار المبعثره توصيها الرفق بالبطل ، ،
تهمس الاحجار المبعثرة فوق جسد البطل لقطع الزجاج المتناثرة حوله توصيها الرفق بالبطل ،
تتمني نثرات الزجاج المشحوذ لو تلملم نفسها بعيد عن جلده الذي مزق سطحه واعصابه بعض القطع الكبيرة من النافذه التي طالما حن عليها وحافظ عليها من الاعاصير
نادت الجدران المتهدمة بصوت قوي وواضح ، هنا بطل يرقد تحت انقاضي ، انقذوه مني ومن الموت الذي يسكن بقايايا ، هنا بطل ،
....
مش لاقى كلام .

هل كان يعلم ان قلب خالتي فردوس وعم وصفي سيكون تحت سن مبعضه وبين غرز ابره خيطه وهو يرتق جسد الحبيب الغالي .

المشهد الختامى و التشويق (اللى يحرق الاعصاب) و زين يصارع الموت و الحوار الداخلى لنبيل و زين و الحوار الافتراضى بينهما . رائع .

.......


كل ده كلام كويس قوى فى تقييم الرواية اللى هية اكبر من تقييمى كقارئ عادى و المقتطفات اللى ذكرتها لم تكن الا مجرد امثلة .. اجى بقى للأهم و اكيد هاتفهمينى .
لأول مرة مش هاقدر اقول استمتعت .. انا اتوجعت و اعتقد تأثيرها سيستمر طويلا .
و اعتقد ده اللى تقصديه من الرواية دى .. مش مقصود منها الاستمتاع بالتأكيد .
التفاصيل غير عادية .
الجرعة الانسانية غير عادية .
الشجن رهيب .
التمن غالى قوى . تمن فادح الحقيقة ارجو ان نستحقه .

...
هيثم عاطف