مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 14 سبتمبر 2013

امنيات العشق علي عتبات المقام ... الجزء الرابع





( 30 )
دا الحب مش سهم طايش
الحب زاد اللي عايش

كنت واثق اني حاقابلك ... انا شخصيا ؟؟  معرفش شخصيا ولا مش شخصيا ، لكن كنت واثق اني حاقابلك ، واحده زيك ، تفهمني من غير مااتكلم ، تحسني وانا ساكت ، تبعد عني لما العاصفه تقوم وتشاركني لحظات فرحي لما احسها بجد !!!
مازالت حلقات الدخان ترسل انفاسه المحمومه بحبها لروحها تروي عطشها للونس ، مازال يتكلم ويبوح ، بعد ماامي ماتت قررت اغير حياتي ، اشمعني يعني ، معرفش ، فكر بعض الوقت وهي تتلاعب بفنجان القهوه باطرافها اصابعها فيفقد تركيزه ويرجوها تكف عن ارسال رسائلها لروحه ، رسائل ؟؟ طبعا يامها ، لما كل الحنان ده مع الفنجان ، امال ايه اللي يحصل لما .... وصمت !!! لما ايه ؟؟؟ بعدين حاقولك ..
ترتدي بلوزه ورديه تضفي انوثتها علي وجنتيها الساطعتين ، حدقتيها تسطعان بحيويه تشبه الوانها علي اللوحات التي وصلت بينه وبينها ..
امي كانت ماليه كل حياتي ، فاهماني وحاسه بي ، في وجودها ماكنتش محتاج اي حد ، سهام كانت بارده وبليده في مشاعرها ، ابله مدرسه علاقتها بالحياه سبورة للشرح ومسطره للعقاب ، ضحكت مها ضحكات متلاحقه ، اسماعيل بقي ، قاطعها بحده وعصبيه ، ماسألتكيش عنه ومش عايز اعرف عنه اي حاجه !!!
اشعل سيجاره بعصبيه شديده ، تناسي وجودها امامه ، يسأل نفسه بغضب وارتباك ، انت بتغير عليها يايوسف ؟؟؟ وقرر يؤجل اجابة سؤاله لوقت اخري ينفرد بنفسه ليعرف اجابته الحقيقية !!!
امسكت فنجان قهوته المقلوب وحدقت فيه ، همس ، بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود ، حدقت في الفنجان اكثر واكثر وهمست ، قدامك سكه سفر ، وانفجرا ضاحكين لكنه كان يقصد كلماته فاهي عيناها سبحان المعبود اما هي فكانت تنهي ارتباكها باي كلام لاتقصده وكأنها تقرأ الغيب الذي لاتتوقعه ولاتنتظره ولكنها ستعيشه حتي الثماله وبمنتهي القسوة !!!
امي كانت مالية حياتي ، مافيش قرار خدته الا لما شورتها ، كتير كنت باسمع كلامها وبس ، لما ماتت حسيت ان الدنيا فضيت ، سهام مالهاش لزمه ولازم تخرج من حياتي ، شغلي مابحبوش ومش عاجبني ، باختصار هديت المعبد فوق راسي واديني باشوف حاعمل ايه وازاي ، لكن لسه مش عارف !!!!
ويحدق في عينيها ويبتسم لان الاغنيه التي طالما احبها ورددها حطت بكل معانيها الجميله علي من تستحقها !!!
وتطول ساعات الحديث وتطول وتتكسر الحواجر بينهما وتمهد الطرق وساعه التلاقي تقترب !!!!

 ( 31 )
آه من هدير البحر لما يزوم
آه من فحيح الريح لما تقوم
يوم بعد يوم طير البصير بيحوم
والدنيا ماشية فى طريق مرسوم


استيقظ في الفجر ، الحق انه لم ينام ، طيله الليل يتقلب في فراشه ينتظر الضوء الاول الذي سيحمله علي اجنحته الساطعه لهناك ، للصحراء ، خرج للشرفه يحدق في البحر الفيروزي والرمال البيضاء ، هذه الاماكن مازالت بكر لم تلوث براءتها وطهرها البشر واوجاعهم ، لن يبقي في مرسي مطروح ، يتمني لو عاش هنا ، لكن المدنيه والحضاره ومها وبدر ورؤوف كلهم موجودين هنا ، سيأكله قلبه علي رؤوف فيتصل به ، سيدخل الانترنت فيري بدر تشكوه لصديقاتها فيرد ليها فتعرف مكانه ، ستلاحقه مها بالرسائل والايميلات ، تدعو له وتتمناه يعود ، سيضعف ويعود ، في مرسي مطروح لن يمكنه الهروب ولا الاختفاء ولا البحث عن نفسه وحياته التي افسدتها امه بحنانها وسهام ببلادتها وبدر بعذابها و............ تردد يوسف قليلا ، هل شاركتهم مها افساد حياته ، هز رأسه نفيا ، مها لم تفسد حياته لكنها قست عليه بحبها ليضبط حياته التي افسدها وهو وهن ، مها تحاصره باحلامها بحيويتها بعواطفها الجياشه بعشقها للحياه والمدن والالوان ، مها هي الحياة التي تمناها لكن وجودها يعذبه يذكره بعجزه بفشله يذكره بقوته بتمرده يذكره بيوسف الذي يتمني يكونه ولم يصبح هو بعد ... عليه يفر منهن جميعا ممن افسدن حياته بكل تفاصيلهن وعليه يفر منها حتي يصلح حياته ...
واما تكون او لاتكون يايوسف ، ان كنت وصرت ، عدت لمها تحمل رايات الفرحه والانتصار وان لم تكن ضعت واختفيت وتراكمت الرمال علي وجودك دفنتك اسفلها انت وكل ماتعنيه او لاتعنيه في تلك الحياه القاسيه ... ومازال يحدق في البحر الفيروزي ، يتمني لو يسير الان بالذات علي شاطئه يدفن قدميه في الرمال البارده ومها في حضنه وتحت ذراعه عاشقه فخوره برجلها الذي يحبها ، لكني لست من استحق حبك ولااملك فخرا امنحه لكي الان ، لذا معلق في الشرفه بعيدا عن البحر وحبك ، انت بعيده عن البحر وحضني وحتي اكون بيننا طريق صحراوي طويل ، اتمني اجتازه واصل لك بما تستحقي !!!!
ومازال يحدق في البحر الذي تنتظر امواجه الحانيه حضنه ومها ، تنتظر وتنتظر !!

( 32 )
واهى دايرة بينا الحياة موجة ورا موجة
خليكى شاهدة يا شمس الله على حالنا
من حرقة الاطراح افراحنا منسوجة
ومن املنا آلامنا المرة طارحة لنا
واهى دايرة دايرة الحياة


ياخسارة يايوسف ، معرفتش تحبني !!!
لاتنظر له بعينيها الحزينتين وكأنها تخاطب تائه بعيد ، انتفض توجعه كلماتها المشحوذه بالالم وتجاهلها لوجوده امامها وكأنه والعدم سواء ..بصي يامها ، انت عارفه كويس اني بحبك ، لا ، كنت عارفه بس دلوقتي مش عارفه اي حاجه ، لا انت عارفه اني بحبك لكن ده مالوش علاقه خالص باللي بقولك عليه ..
في نفس المكان وعلي نفس المنضده التقيا لقاءهما الاخير ، امامها فناجين القهوه وحلقات الدخان الرماديه تزيد الحوار وحشه وتزيدها خوف ، ازاي بتحبني وازاي بتقولي حتسافر ، حاسافر وانا بحبك ، طب وانا ، لا مش حاعرف ارد عليكي ، انت ده انتي اللي تقرريه مش انا ، ببرود وهدوء شديد يحدثها وبصوت منخفض قاسي يغلق كل ابواب الرحمه في وجهها ..
تحدق فيه لاتعرفه وكأنه ليس الرجل الذي احبها واحبته ، كأنه ليس الرجل الذي نسجت احلامها معه وتمنته يشاركها مستقبلها وحياتها ، تحدق فيه وكأنها لاتعرفه ، ملامحه غريبه ونبرات صوته اغرب ، طيب انت عايز مني ايه يايوسف ،مش عايز حاجه بس كان لازم اقولك اني مسافر خلال يومين تلاته ، يرتعش قلبها كالعصفور المطارد برصاصات الصياد محكوم عليه بالموت ، يومين تلاته ، ايوه يامها ، كادت تلومه تعاتبه تتشاجر معه ، لكنها صمتت غضبا وكراهيه ، تمنت لو لكمته بقبضه يديها في وجهه تحطم كبرياءه الزائف وعجرفته الكاذبه ، تمنت لو سبته واهانته عل مشاعره الحقيقيه التي يدفنها تحت ركام اكاذيبه تفسح لنفسها المجال وتعبر عن نفسها ، تحدق فيه وفي فنجان القهوه في يدها صامته غاضبه ، تنتظر اللحظه التي سينهي فيها لقاءهما ، لن تتشاجر معه ولن تمنحه مبرر يسامح نفسه معه علي الاطاحه بامانها وطمأنينه روحها ، ستصمت حتي تتركه ندلا كما تحسه فلا يصفح عن نفسه ولايكذب عليها ، مازال فنجان قهوته مقلوبا علي طرف الطبق ، تتناوله باسي ، تنهمر دمعه من طرف عينيها رغم انفها في عمق الفنجان ، يتابعها بحزن لايملك ازاءه شيئا ، لو بقينا معا لمت كمدا وكرهتيني لاني خذلتك ، اليوم لااخذلك لكني امنحك اختيارات حره ، وان عدت كما يليق بي،  تملكي تعودي لي وتملكي تنسيني ، تحدق في الفنجان وكأنها تلوم بختها الذي اوقعها في طريقه ، قلت لك اني مجروحه ، قلت لك اني مش مستحملة  وان الفشل الجديد صعب ، قلت لك كل حاجه ، كنت فاكراك سامعني اتاريك ماكنتش سامع اي حاجه ، اتاريك كنت بتهزر !!!
ارتجت روحه وانتفض قلبه ، عمري مالعبت بيكي ولاضحكت عليكي يامها ، مها ابعد او اقرب حافضل احبك وبجد ، عمري ماكذبت عليكي ولا خدعتك ، ارجوكي صدقيني ، وبسرعه طلب الحساب وانتهي اللقاء المرير وسار كل منهما في طريقه حزين موجوع بطريقته ولاسبابه و....... بينا طريق صحراوي طويل يامها ، كنت عارف من الاول انت بس اللي ماكنتيش عايزه تشوفيه !!!!

( 33 )
يا زمان حنون و غادر انا مين متشوفني تاني
الواد ابو ضحكة تطلع مالجلب اللخضراني
و الي زارع في صوتو فدان ورد واغاني
مالي دبلت ورودي و كاس همك سجاني
و الي زارع في صوتو فدان ورد واغاني
مالي دبلت ورودي و كاس همك سجاني


ايه قيمه الحياة لما يعيش ويموت بلا اثر فيها ؟؟ ابتسم رؤوف ، الخمر التي افرط فيها يوسف تلاعبت بوعيه وتركيزه ، يجلسا في بار سميراميس يحتسيا الجعه ويبكيا ، رؤوف في مهمه عمل في القاهره ، يسعي لمشاركه بعض الاجانب في تأسيس وكاله اعلانية ، يحاول اقناع يوسف ليشاركه او يعمل معه ، لكن يوسف يرفض باصرار ، بل وغضب من رؤوف وقتما عرض ذلك العرض ، انا مش حابقي موظف تاني يارؤوف وانت عارف ، طيب حتبقي ايه ، بقالك ثلاث سنين بتدور حتبقي ايه ، مش عارف ، لما اعرف انت اول واحد حاقولك ، طيب ومها ؟؟
مها اكبر مشكله في حياتي يارؤوف ، اجهدتني ، حضورها طاغي وعشقها للحياه مخيف ، مها عايزه تعيش يارؤوف بجد وانا محتار ولسه بافكر وباختار ، مها اللي خلتني افكر في الحياه ومعناها وقيمتها ، فنانه موهوبه مبدعه ، بترسم لوحات فظيعه ، لما تبص علي اللوحه تتضاءل ، تحس ان مالكش قيمة ، تحس ان حياتك مالهاش معني ، مها اكبر مشكله في حياتي يارؤوف ، قبلها كنت تايه حيران عايش اليوم بيومه ، لما دخلت حياتي لخبطتها زياده ، ماكنتش ناقصها بصراحه يارؤوف ماكنتش ناقصها !!!
تفرغ الاكواب وتمتلأ وتفرغ ثانيه ويتلاشي الوعي كفقاعات الجعه المتطايره ، وتتبعثر الاحاديث بينهما بلا هدف ولا نتيجه ، انت مابتتجوزش ليه يارؤوف ، ضحك ، خلينا فيك ، لا بجد مابتتجوزش ليه ، بلاش انت ، انت بالذات ماتسألنيش السؤال ده ، ضحك يوسف وبعض الدموع الصغيره تنساب من عينيه ، هو انا قلت لك اتجوز سهام علشان حياتك تفشل وتضيع ، بقولك مابتتجوزش ليه ، مش عايز احب حد وارتبط بيه ويخلع قلبي خوف عليه ، مش عايز ، الحقيقه مش قادر ، ماانت عارف انا خطبت كام مره وكام مره فسخت ، اشفقت علي بنات الناس من خوفي واوجاعي ، يحدق فيه يوسف بعيون متعبه ، انت خطبت ميت مره لكن ولا مره حبيت ، حب يارؤوف حب وماتخافش من الحب ، انت حياتك مستقره عمل عظيم ودخل كويس ودماغك متستفه مافيهاش عفاريت زي دماغي ، ضحك رؤوف ، مين قالك ، انا دماغي كلها عفاريت بس مستخبيه ، يضحكا بصخب عابث لايليق بالبذلات الانيقة التي يرتدوها ، اسمع يايوسف انا لغايه دلوقتي مالقيتش الي تستاهل احبها ، قلت اكون عملي واتجوز وخلاص ، كل مره وفي اخر لحظه اجري ، ابص للعروسه واقول معقول دي حاقضي معاها بقيه عمري، لما الاقي اللي احبها حاتجوزها فورا ، دي حكايتي وبسيطه اهي ، انت بقي حكايتك المهببة ايه ، اتجوزت وطلقت وقلت مش باحبها ومش شبهي ومش زيي ، طيب اهي مها اهي ، بتحبك وانت بتحبها وشبهك وزيك مشكلتك ايه بقي ، مابتشتغلش ليه وتضبط حياتك وتتجوزوا ، ضحك يوسف ، اه ، وتوته توته فرغت الحدوته ، ياريت الحياه بسيطه كده !!!
يحدقا في بعضهما صامتين ، رؤوف ينتظره يكمل كلامه ويوسف ينتظر منه اي سؤال او كلام يستخرج الكلام التاهه في دهاليز نفسه عاجز عن التعبير عنها ، ويطول الصمت ..
ويقرعا الاكواب والجعه تتناثر بفقعاتها البيضاء الهشه علي اطراف اصابعهما مبتسمين نصف سكاري والحديث مقطوع ، تعالي اشتغل معايا يايوسف ، لا انا حاسافر ، فين ، مش مهم ، حاسافر الصحراء ، حاروح اعيش حياه مختلفه ، لافيها واجبات ولا فيها ضروريات ، حاروح اكتب ، اشحن روحي من سكون الصحراء واكتب ، كتاب عن القاهره ، جايز ، وجايز عن اي  حاجه تانيه حسب مالالهام يجيي ، طيب ومها ، مها مرحله في حياتي يارؤوف ، صحت جوايا يوسف كان ميت ، يوسف اللي بجد ، مش اللي ماما صفيه دلعته وسهام ادبته وبدر زعلت منه ، يوسف اللي بجد ، اللي يقدر ولازم يقدر يعيش الحياه بجد ، يوسف اللي زعلان علي كل السنين اللي عدت وهو معملش فيها اي حاجه تخلي الدنيا تفتكرته وتحترمه وتترحم عليه ، مها حسرتني علي نفسي لاني مش قادر في نفس الوقت حفزتني اني اتحدي نفسي واقدر !!!
علشان كده حتسافر وتسيبها ، لا علشان كده حاسافر والاقي نفسي ، يافلحت ورجعت ، يافشلت واتنسيت !!!!
وينفجر فجأ يوسف ضاحكا ، انت مابتتجوزش ليه بقي ياعم رؤوف ، ضحك رؤوف ضحكات متلاحقة ، ماقلنا يابني هي سيره ،شكلك سكرت ، لما حاحب حاتجوز ، يضحكا ويضحكا ولااحد وسط السكاري في البار المزدحم ينتبه لوجودهما ، نطلب الحساب بقي ونقوم ، كفايه علي الليله دي كده !!!

( 34 )
مقدورك.. أن تمشي أبداً
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي أبداً..
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات...
وترجع كالملك المخلوع


فين يوسف يارؤوف ؟؟ المرارة والحزن يقطرا من نبرات صوتها المرتعش ، فين يوسف يارؤوف انت الوحيد اللي تعرف هو فين ؟؟ معرفش يامها ، انت بتكدب يارؤوف و............ احست حصارا يخنقها يحكم حلقاته الصدأة السامه علي رقبتها ويتسلل سمه لقلبها يقتله ، انفجرت في العياط يتابعها رؤوف مرتبكا لايملك حيال حزنها شيئا ، لايعرف اين اختبأ يوسف منها ومنه ومن الحياة ، ربما يعرف لكنه لايملك يخبرها والا افسد علي يوسف كل مايحاوله ، تبكي وتبكي ، تهمس ، انت حتفهمني يارؤوف ، حتفهمني ، الدنيا قاسيه قوي علي ، غياب يوسف كمل علي كل اللي فات وزاد علي عليه ، انت حتفهمني يارؤوف ، يهز رأسه ويتمني يمسح دموعها وياخذها في حضنه ويهدي روعها وحزنها ، همست وكأنها تحدث نفسها ، اليتم ايه يارؤوف غير حيرة وتوه وضياع ، لاام تحميك في حضنها ولا اب يسندك ويقوي قلبك ولا حبيب يفهمك ويحسك بيك !!!! ولا دنيا ترأف بحالك وتكف اذاها عنك !!!
تتساقط دموعها علي روحه تنكأ جروحها وتحرقها وتجدد اوجاعها ، يتمني يشاركها البكاء ويربت علي ظهرها .... وفجأ يرتبك فيخرس تماما ومازال تبكي وتبكي .... !!!!

( 35 )
يازمان الغربه ليلك بيحاصرنا
و في ضلامه المر طاوينا و عاصرنا
بس طول ماالحب بيرفرف علينا
الجدور حنمدها و نصنع مصيرنا

سنه كامله ، او حول كامل كمايقول اهل المنطقه ، وهو يعيش هنا ، الشمس الحارقة لونت ملامحه وروحه بالعافيه والسمرة ، الصحراء الشاسعه اطلقت لخياله وروحه عنانها ، سنه كامله منذ وصل لسيوة وهو يعيش حياة غريبه ، من قال انها غريبه ، غريبة عن الحياة التي اعتاد عليها ، مازال يذكر اليوم الاول الذي وصل فيه للمدينة المدفونه في الصحراء ، السيارة اقلته من مرسي مطروح ، الصحراء الشاسعه حوله لا حدود لطغيانها ، الشمس في كبد السماء تسطع فتتوهج الصحراء وتتحول جزئيات رمالها لماسات مصقوله ترد الشمس للقرص المتوهج فيحترق والوجود كله ، يتأمل الصحراء وسخونتها داخل سيارة مكيفه اخر بقايا المدنية والحضارة الزائفه التي اعتقلوا فيها ، يخشي الصحراء لكنه يتوق لمغامره تشفي روحي من اوجاعها ، وصل المدينة البعيدة والشمس توشك تغرب ، اطلال شالي تتراقص امام ناظريه والشمس الافلة تلون اطلالها بحمرة قانية كلون اهل المنطقة ، اشتري من احد الدكاكين الصغيرة ملابس فضفاضه وطواقي صغيرة ملونه ، تصوروه سائح كبعض زوار المدنية ، سألهم عن المعسكر الذي سيقيم فيه ، شرحوا للسائح طريقه وخاطبه بعض الصبيه بالانجليزيه والفرنسية مبتسمين ابتسامه ساحره تشق بنورها حمرة الغروب المخيم محموما علي المدينة ، الظلام يصارع الغروب الاحمر والحمرة تهزم امام اشباح الليل والسيارة تنهب طريقها وتصعد وتهبط ، علي بوابه المعسكر سأل عن الشيخ علي الذي اتفق معه علي كل التفاصيل ، اتاه الشيخ علي  مهللا مرحبا ، حمل الصبيه حقائبه وادخلوها في كوخ بعيد ، هنا مافيش لاكهرباء ولا تليفون ومنك للصحراء ، حدق فيه الصبيه وبنطلونه الذي كان انيق وجاكته البدله ، حدق فيه الصبيه وضحكوا ، فهم سخريتهم ووافقهم عليها ، في الكوخ خلع ملابسه وطواها في قاع الحقيبه ، اترتدي جلبابا فضفاض وخف جلد وخرج للساحه المرتجفه من صقيع الليل ، ابتسم ، يحتاج لهذه التناقضات الصعبه ليتعايش ويتحمل ، علي بساط مزركش جلس ومد ساقيه امامه ، اتوه بالشاي الزردة وبعض الاعشاب الخضراء ، اشعلوا النار في جذع شجره عجوزه لتدفيء المكان ، تراقصت الاشعه الحمراء علي الساحه وكل موجوداتها وقاطنيها ، يتسلل الدفء لعظامه المرتعشه ، يتسلل الحنين لروحه العطشي لوجودها وماهيتها ، الشاي ينساب قطره قطره علي مشاعره وكأنه يروي جدبها المتشقق بالوجع ويبتسم يوسف ، هنا سيجد نفسه ، هنا سيعثر علي روحه الضاله ، هنا سيصالح نفسه ويكتشف ماهيتها ، تذكر دموع مها وقت فراقه ، تمتم بالاعتذار والرجاء ، اعذريني و.........صوت الفرقه البدوية يصدح بالاغنيات ودقات الطبول والدفوف فتتراقص السنه اللهب وتنصهر الشجره العجوز تمنحهم دفئا وحنان ومعني و................ نام مكانه ، توحد مع كل شيء حوله الصحراء الساكنه الخادعه والسماء القريبه والنجوم الساطعه وقطرات الشاي المطبوخ باسرار العظماء والفرع العجوز الحاني ودفئه الطاغي ودقات الطبول والدفوف !! نام مكانه ولم يشعر بنفسه التي اتي بها واتت به ، ولن يشعر بها بعد ذلك ، فكل شيء سيكون طازج جديد كمثل رمال الصحراء وذراتها التي تبدو ساكنه وهي لاتسكن ابدا !!!

( 36 )
الدنيا مالها ولا إحنا مالنا
ولا الزمان نسانا إيه جرى لنا


جلس رؤوف وحيدا يحدق في النوافذ العالية وامواج البحر تتقافز ترطم برذاذها الزجاج وتشب للسماء لاتطولها ، وحيدا ، ساعات طويله يحدق في البحر ، يفتقد يوسف ، مده طويله يايوسف غايب سنه وكأنها ميت سنه وانا مستنيك ، تكلمني سهام تسبك وتلعنك اطيب خاطرها ، تشتكي لي مها من قسوتك معاها اهون عليها ، وانت اخرس لابتتكلم وبلا بتبعت تقول عايش ولا ميت ولا ايه حكايتك ولا اخره مشوارك ايه ، سهام بتقول ان بدر بتعيط طول الوقت لانك مابتكلمهاش وسألتني لو عارف انت فين ، لما قلت لها مش عارف شتمني وقالت لي كداب ، كده يايوسف خلتها تشتمني ، كده خبيت عليا اللي انت فيه واللي رايح له ، مها لسه بتعيط ، مش فاهمه انت عملت فيها ليه كده ، حاولت اشرح لها اللي انت قلته لي معجبهاش ، قالت لي اللي يحب حد مايقسوش عليه ويدمره ويبعد عنه ، يعيش معاه ويحاولوا مع بعض يكونوا احسن ، سنه باكلم في نفسي يايوسف ، ماكنتش ناقصك انت كمان توجعني ، تغيب عن حياتي فجأ وتوجعني ، انت جبت القسوة دي كلها منين يايوسف !!!
ويضع النادل فنجان القهوه امامه ، يحتسيه بسرعه وبلا مزاج ، يفكر يرسل ليوسف خطاب لكنه لايعرف له عنوان ، يحدق في الفنجان الفارغ الا من تنوه البن وبقاياها ويبتسم ، يقلب الفنجان علي طرف الطبق امامه ، اما اشوف بختي انا كمان ياسي يوسف ، اشوف الفنجان حيقول لي ايه ..
يجتاحه شوق شديد لصديقه واخيه ، يجتاحه رغبه في البكاء ، اسكندريه ناقصه من غير وجودك ياابو حجاج ، زي حياتي كلها ماهي ناقصه من غير وجودك ، الغجريه بتاعت الودع سألت عليك في ابو قير ، قالت فين صاحبك الزين ، قلت سافر ، قالك بكره يرد ويحط علي عشه ، وبكره مش راضي يجيي يايوسف ، لما كنت عندي سيدي ياقوت اخر مره ، دعيت لك واترجيته يردك وادي انت مابتجيش وكأن سيدي ياقوت اول مره يردني ، جايز دعيت واترجيت وانا مش مصدق انك حترجع يايوسف ، اديني اي اماره انك راجع وانك لسه فاكرنا انا ومها وبدر ، اديني اي اماره انك مانستناش علشان نستحمل غيابك ونقدر عليه ...
رفع الفنجان المقلوب وحدق فيه ، قدامك سكه سفر ، نقطته والتالته تابته ، فرح وزينه ، اه نسيت اقولك صحيح يايوسف ، انا حاتجوز الاسبوع الجاي ، يرضيك ماتحضرش فرحي ؟؟ يبتسم رؤوف ، لا دي مش عروسه يايوسف والسلام ، دي حبيبه قلبي ، اللي خلتني اتطمن بوجودها مش اخاف منها واجري ، كان نفسي تحضر فرحي يايوسف ، ياتري حتيجي !!!!
ومازالت الامواج تضرب في نوافذ الكازينو والموج يصارع السماء ورؤوف ينتظر يوسف وكل شيء في الكون يسير علي وتيرته العاديه وكأن شيئا موجعا لم يحدث قط !!!!

( 37 )
ما تسرسبيش يا سنيننا من بين ايدينا
ولا تنتهيش ده احنا يا دوب ابتدينا
واللى له أول بكرة حيبان له آخر
وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا


ترتدي ثوبا ورديا وتبعثر شعرها الاسود علي كتفيها وتقف علي الباب تنتظر الدكتور بهاء الازميري ليفتتح معرضها الجديد " دروب ومشاعر " ... تلمح رؤوف وسط الجمهور ، ابيها يتساند علي ذراع شقيقها ويقف علي جانب مبتسما وكأنه فخور بها ، يقترب منها رؤوف ، الف مبروك علي المعرض الجديد ، فرحت لك قوي لما وصلتني الدعوة وعايز اقولك علي حاجه حتفرحك ، انا حاتجوز الاسبوع الجاي وعايزك تيجي ، صفقت فرحه ، الف مبروك ، حتيجي ؟؟ طبعا وصمتت وروحها تسأله ، ويوسف ، مش جاي ؟؟؟
يقص الدكتور بهاء الشريط الستان الاحمر ويصفقوا جميعا وتزدحم القاعه بالجمهور والصحفين ويرتفع الصخب والصخب ،يهنئها الدكتور بهاء ، حمد الله علي سلامتك يامها ، انا فرحان بيكي قوي ، تلمع الدموع في عينيها ، البركه فيك يادكتور انت اللي انقذتني ، المعرض دي هو اللي كنت مستنيه منك ، مدينه اعشقها كان جميل وقوي ، لكن دروب ومشاعر اقوي كتير ، اللوحات بتبوح وتحكي ، بس ماقلتليش ، فين بطل المعرض وهو مين ؟؟ ارتبكت مها ، مين ، الوجع اللي اشعل فتيل الابداع ده كله ، اللي فجر جواكي براكين الغضب والشوق ، وقبلما ترد تحلق حولها بعض الجمهور يبارك ويسأل ، اعتذرت للدكتور بهاء وانشغلت بجمهورها وسؤاله يدوي في روحها ، فين بطل المعرض ؟؟؟ ياتري اراضيك فين يايوسف ؟؟؟



( 38 )
نفس الشموس بتبوس علي روسنا
نفس التراب يحضن خطاوينا
طب لي بنجري و نهري في نفوسنا
و ليه نعيش ناكل في بعضينا


احتضن الشيخ علي بقوة وشكره علي كل ماعاشه معه ، ملأ صدره بهواء الصحراء النقي وانزلق داخل السياره العائده صوب حياته التي كانت ولن تبقي علي حالها بعد كل ماعاشه تلك الفتره الطويله في الصحراء ..
الطريق طويل والصور والذكريات تقتحم سكينه روحه فيقوي يتذكرها ويراها ويعيشها ويقوي نفسه عليها ..
سيتصل ببدر فور وصوله مرسي مطروح ، سيفتح التليفون ويكلمها سيخبرها انه يحبها وافتقدها وانه ينتظرها طيله اجازه الصيف ، سيرسل لرؤوف رساله يخبره انه عائد للاسكندريه وانه مشتاق لاكله سمك علي خليج ابو قير وقهوه في كازينو الشاطبي وركعتي شكر في ضريح سيدي ياقوت ومدد يااولياء الله الصالحين مدد ، سيرسل رساله لمها ، اخبارك ايه ، رساله تحمل الف معني لو ارادت تفهم ، سيطلب لقاءها ، سيقص عليها حياته في سنه الصحراء ويمنحها الثوب الابيض هديه حتي لو كفت عن حبه ونسته ، سيخبرها انه سيكتب كتاب جمع مادته عن الصحراء التي عاش فيها وعاشت فيه و................. احس شوقا للحياه التي كان يعيشها لكني لست انا وانتم لستم انتم وسبحان من له الدوام ، يتسائل بوجل بخوف هل مازال له مكان وسط حياتهم ، هل نسوه ، هل سيسامحوه ويغفروا له ويلتمسوا له العذر وقتما فر منهم حبا ليعود لهم حبا وهو قادر علي الحب والحياة ...
تقتحم صوره مها ودموعها الساخنه خياله في لقاءهما الاخير ، يتسلل صوت حزنها لقلبه يستعيد كلماتها الاخيرة ،ليه يايوسف  ، ماشي ليه ، يومها ابتسم ابتسامه تائه اخافتها ، وعد ومكتوب ، همس ، ومين اللي كتبه عليك وعلي يايوسف  ، محدش كتب عليكي حاجه يامها وانت دايما حره !!
نظره عتاب تلك التي جحدته بها ام نظره غضب ؟؟ تجاهل النظره وتفسيرها ، لاوقت عنده لا للعتاب ولا الغضب ولا للتفسير ، صمت فصمتت ، لما حارجع حاتصل بيكي ، كادت تساله ولو مارجعتش ، لكنها عضت لسانها لتخرسه ، ترجع بالسلامه يايوسف  ، وحملت حقيبتها وغادرت المكان دونما تريه دموعها التي انهمرت ، وهل كان يحتاج يري دموعها ليعرف انها غاضبه وحزينة ؟؟ لم يسأل نفسه السؤال الذي يعرف اجابته ، ليه يامها ؟؟ ليه !! ليه حزينه ، سأعود لنعيش ، وحتي تعود مالذي تقترح علي افعله ، اعيش ام اموت ، انت دائما حره ، لم يسأل نفسه كل هذه الاسئلة وقرر ينغمس في لحظات رحيله عن حياته وكل عمره واختياراته الفاشله ويركز في الحياه الاخري التي سينتقل اليها وكأنه خلق ليعيشها ، هذا ليس وقت التفكير في مها ولا وقت تطييب خاطرها ، حين اعود ، ساشرح لك كل ماعجزت عن شرحه ، ساحكي لك كل ماتتمني تعرفيه ، وستصفحي عني وتسامحيني ، اوعدك ساحكي لك وقتما اعود ، ومتي ستعود ؟؟!!!
سؤالها يدوي في اذنه وتلافيف راسه بلا اجابه ، متي سأعود ، لااعرف ولااكترث ، ساعود وقتما انتهي مما يتعين عليه القيام به ، وحتي هذه اللحظه لاتساليني عن اي شيء لاني لااملك اقص عليك اي شيء ،لاتكذب عليها يايوسف  ، لن تقص عليها اي شيء لانك لاتعرف اي شيء وحين تعرف ستنسي ماتعرفه ولن تقص علي اي شيء !!!!
يبتسم وروحه سعيده وراضيه ، انا راجع اهو يامها مش قلت لك اني راجع !!! بس ياتري انت لسه موجوده ولسه مستنياني ولسه بتحبيني زي مابحبك ؟؟!!!!
ومازالت السيارة تنهب طريق العوده والحياة الاخري خلف الصحراء تعود لذاكرته ببطء ببطء !!!!

نهاية الجزء الرابع والحدوته

1-        وجع البعاد – سيد حجاب
2-        الليل واخره – سيد حجاب
3-        رساله من تحت الماء – نزار قباني
4-        وجع البعاد – سيد حجاب
5-        قارئة الفنجان – نزار قباني
6-        وجع البعاد – سيد حجاب
7-        رساله من تحت الماء – نزار قباني
8-        عصفور النار – سيد حجاب
9-         قارئة الفنجان – نزار قباني
10-      قارئه الفنجان – نزار قباني
11-      زيزينيا – احمد فؤاد نجم  
12-      رساله من تحت الماء – نزار قباني
13-      ليالي الحلمية – سيد حجاب
14-       وجع البعاد – سيد حجاب
15-      زيزينيا – احمد فؤاد نجم
16-      رساله من تحت الماء – نزار قباني
17-      وجع البعاد – سيد حجاب
18-      ياقوت العرشي – محمد الفيتوري
19-      قارئة الفنجان – نزار قباني
20-      ياقوت العرش – محمد الفيتوري
21-      ليالي الحلميه – سيد حجاب
22-      رساله من تحت الماء – نزار قباني
23-      قارئة الفنجان – نزار قباني
24-      ذئاب الجبل – فلكور صعيدي
25-      رساله من تحت الماء – نزار قباني
26-      قارئة الفنجان – نزار قباني
27-      قارئه الفنجان – نزار قباني
28-      ياقوت العرش – محمد الفيتوري
29-      عصفور النار – سيد حجاب
30-      غوايش – سيد حجاب
31-      وقال البحر – سيد حجاب
32-      وقال البحر – سيد حجاب
33-      ذئاب الجبل – فلكور صعيدي
34-      قارئه الفنجان – نزار قباني
35-      الشهد والدموع – سيد حجاب
36-      ابو العلا البشري – عبد الرحمن الابنودي
37-      الشهد والدموع – سيد حجاب
38-      الشهد والدموع – سيد حجاب


هناك 8 تعليقات:

lastknight يقول...

عامين أو أكثر انقطعت عن القراءه و الكتابه , ابتعدت عن حياتى التى أعرفها مستغرقا فيما رأيته أهم من حياتى .. و اليوم أعود للقراءه .. و استفتح عودتى بقرائة أخر حواديتك
يوسف و رحلة المريد الباحث عن الترقى .. فيعلمه العارف سيدى ياقوت أن الترقى يسبقه التلقى ..
ماما صفيه غلفت حياته بغلاله حريريه ناعمه , حنت عليه لكن أيضا .. سجنت روحه .. حبست اختياراته .. فكانت سهام .. حبس جديد , مقايضه على روحه .. روحه مقابل ( بدر ) المعشوقه بلا سؤال .. الخروج من جب الحبس كان باهظ الثمن .. لكنه دفع الثمن و تحمل ألم الأبتعاد عن بدر
و لأنه استعان بالعارف سيدى ياقوت .. كان على العارف أن يعلمه .. أن كل شىء بأوانه .. و أن الصبر على المكاره مفتاح التلقى .. فشرط تعليم سيدنا موسى كان أن يصبر و لا يسأل العالم قبل أن يحدثه .. و جاء الأغراء قبل التلقى .. مها ..
مها كانت الحلم قبل اوانه .. الجنه قبل موعدها .. منحه فى غلاله حريريه كتلك التى افسدت حياته من قبل ايام ماما صفيه
فيقرر حسن الأتباع للعارفين .. و يمتنع عن استلام الجائزه قبل أن يترقى .. فيرحل ليتلقى ليكون جاهزا للترقى .. و التلقى مفتاحه الصبر على المكاره .. و يكون تحدى الصحراء و الوحده و الهجر هو الصبر المطلوب ليتلقى .. و لما صبر .. جادت الصحراء بأن سحبت من روحه قبل جسده سموم الماضى .. كانت ليلة دفنه كأنها ليلة حنته .. تجهيزه لعرس و فرح .. اتمام التلقى و الأستعداد للترقى
بعد ان اجتاز التحدى و تطهرت روحه من سموم الماضى .. عاد مستحقا لترقيته .. عاد مطهرا .. فى طريق عودته كانت مها متطلعه روحها تحدثها بعودته .. و رؤوف الذى تردد فى تحديد موعد فرحه كان على يقين أن سيدى ياقوت سيرسل له الحبيب الغائب يوما ليكتمل الفرح .. بدر أيضا كادت تكف عن البكاء حين شعرت روحها باقتراب اللقاء
و قبل الكل .. كان سيدى ياقوت يبتسم عند العرش و يسجد جامدا الرحمن أن روح مريده تلقت كما يجب أن يكون .. و أن المريد صار جاهزا للتلقى
هكذا أراها حبا على عتبة ضريح ياقوت العرش

منال فاروق يقول...

عندما تضع يدك على قلبك وتتبع كلماتك تستنير بضوء المحبه.. لو لم تكن مها هي العلامه لما قرر يوسف البحث عن ذاته..
فى النهاية انت من يقرر ماذا تريد ان تكون..
نتحرك فى الدنيا ندور نبحث عن ذواتنا لكن فى النهاية انت من يقرر هل تريد ان تكون انسان حقيقى ام مجرد عابر على الارض
اميره شكرا لك كل منا بداخله يوسف ولكن من منا يستطيع مواجهة نفسه من منا يستطيع ان يقول لنفسه قف راجه حياتك هناك خطاء ما ولا بد ان تصلحه لتعود انت الانسان الذي تريد.

اميره شكرا لانك قولت اللى كنت محتاجه اقلوله لنفسى شكرا بجد.

غير معرف يقول...

عابر سبيل
يوسف..على اعتاب سيدى ياقوت
الدرويش الثائر الباحث عن وجوده
شكرا يا اميره على مجموعه المشاعلر المتداخله و اللى فصلتيها بحرفيه حتى جادت باروع ما فى النفوس
عبير مطر

Unknown يقول...



انتهيت من قراءتها كامله ... جميله اوووووي اخدتني معاها في لحظات عشقو لحظات حزن وحيره ... لمست اوتار قلبي ... كلام كثير من روايتك اميره بيدور حقيقيي جوايا .... شكرا ليكي اميره امتعتيني بمشاعرك و بقصتك الرائعه

Unknown يقول...



انتهيت من قراءتها كامله ... جميله اوووووي اخدتني معاها في لحظات عشقو لحظات حزن وحيره ... لمست اوتار قلبي ... كلام كثير من روايتك اميره بيدور حقيقيي جوايا .... شكرا ليكي اميره امتعتيني بمشاعرك و بقصتك الرائعه

غير معرف يقول...

مجدي السباعي
كعادت اميره تاخذنا جميعا الي تفاصيل حياتنا الدقيقه فمن منا ليس يوسف ورؤوف ومها ومن منا لم يعيش هذه الحياه
كثيرا ما صرخت اه انا ده
الحياه مليئه بالسعاده والالام ولكل منا فلسفته فيها منا من يحس ان الحزن كتب عليه ومنا من يحس ان هذه هي حياته ولا يجب او يملك تغيرها وعليه ان يرضي بها
لكنك اخذتينا لعالم الصحراء ليترك كل منا همومه ويعود متطهرا ليبدأ الحياه من جديد ((وتركتي النهايه مفتوحه ))امعانا في اراده كل منا
ابطالك هم نماذح واقعيه لحياتنا جميعا وصدقنب انا كل هؤلاء
من منا ليس يوسف او رءؤوف او مها او. . او
بصمات شخوصك تطبع علي قلوبنا وعقولنا
اخيرا
كثير من الالام والمعناه تظهر من روايتك وتتارجح مابين صدق الاحاسيس والواقع
كلنا نتألم
لكل منا اراده ان يحاول الخروج من هذه الالام ومنا منا يحاول بعنف ومنا من يستسلم مع اول اخفاقه
يظل الانسان قادر علي تغير واقعه لو اراد

نفس الشموس بتبوس علي روسنا
نفس التراب يحضن خطاوينا
طب لي بنجري و نهري في نفوسنا
و ليه نعيش ناكل في بعضينا

غير معرف يقول...

Khaled Samy Zakria بصي ياستي علي قد فهمى الصعيدي اقولك
الموضوع دة انا فاكر قريت زية في قصة نجيب محفوظ الشحات واتعمل فيلم لمحمود مرسي
كنت عاوزك اعرف سن يوسف كام لان لاحظت ان كل انسان بيجي في فترة معينة بعد مايبدا ستارت وينطلق في الحياة يشتغل ويتجوز ويخلف بيقف يفكر في معنى دة كلة
مش عارف لية افتكرت غرفة السونا اللي بيخش فيها الانسان عريان قلع هدومة وقفل علي نفسة ويزودوا علية الحرارة ينطح عرق زى الحديد لما يسخنونة ويطلع منة الخبث يوسف ومها قلعوا هدومهم اللي هي القيود سواء العمل سواء سجن الزوجية وخرج يوسف من الصحرا او من السونا وفاكر انة تخلص من قيودة ورجع تاني الي حضن امة او مدينتة اللي بيعشقها او الي مها اللي راسم لها صورة مسبقة في خيالة

عجابني الاسماء كلها لانها موحية للابطال يوسف حبيب ابوة واتسجن ورجع ورؤوف صديق رؤوف بصديقة سهام قاذفة القنابل وبدر قمر في ظلمة حياتة
اخيرا احييك لانك بتكتبي بكاميرا 12 بيكسل مش بقلم يعني بتصوري شخوص مش بتحكي حدوتة وبلاش تريقة علي اخوكي لاني كتبت اللي فهمتة وممكن يكون مالوش دعوة بالموضوع ههههههههههههههههههههه

أسامة جاد يقول...

نام مكانه ، توحد مع كل شيء حوله الصحراء الساكنه الخادعه والسماء القريبه والنجوم الساطعه وقطرات الشاي المطبوخ باسرار العظماء والفرع العجوز الحاني ودفئه الطاغي ودقات الطبول والدفوف !! نام مكانه ولم يشعر بنفسه التي اتي بها واتت به ، ولن يشعر بها بعد ذلك ، فكل شيء سيكون طازج جديد كمثل رمال الصحراء وذراتها التي تبدو ساكنه وهي لاتسكن ابدا !!!

أتصور ان المفتاح في الحدوتة كاملة هو هذه الحالة من التوحد بالكون كله .. نام في مكانه .. أن نحضن الأرض بحرية ونتبع الشمس والظل .. هناك تكون الصورة أكثر وضوحا .. ومنها يحدث المخاض الجديد .. بدأت شخصية رؤوف تكتسب ملامح كانت ضرورية .. أصبحت شخصية ذات عمق وأكثر من بعدين .. فكرة المعرض كان فيها سرد تشويقي .. والإيقاه أظهر الروح دي .. مستمتع