مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الخميس، 12 يناير 2012

احتياج !!!ا




اشعلت  سيجاره وغرستها بين شفتيه وهي تقبله علي خده ..
راضيه سعيده ، احست نفسها جميله متورده الخدين 
كانت في حضنه بعدما مارسا الحب ..
مازالت عاريه ومازالت اللحظه واحاسيسها في وجدانها 
همس ، ممكن تسلفيني 500 جنيه !!! 
نظرت له لاتصدق مايقوله !!! 
لاتعرفه الا من وقت قصير ..
لاتحبه ولايحبها لكنهما قررا ببساطه يسعدا بعضهما البعض بغرام جسدي 
لن تتزوج رابعا ولن تنجب وحياتها انتهت 
تحتاج رجل في حياتها وليس لديها ما تخاف عليه ولا تخجل منه ..
انه احتياج !!! 
احتياج لاتنكره ومن حقها تطفيء ظمأ جسدها الذي جف بعدما طلقت من زوجها الاول لخيانته وعجزت عن الانجاب من زوجها الثاني وطلقها زوجها الثالث بعدما عرفت زوجته بسر زواجها الخفي !!! 
انه احتياج لاتنكره ، لن تخدع رجلا وتقول له احبك ليطفيء ظمأها !! 
ستكون واضحه ، لااحبك ولااظنك تحبني ، لكننا بشر نحتاج للارتواء 
فلنسعد بعضنا البعض ونمارس انسانيتنا !!! 
هكذا اتفقت معه وقبل اتفاقها ، هكذا منحته جسدها واروت ظمأها وظمأه 
سالته وهي مذعورة ، بتقول ايه ؟؟
كرر عليها بصوت بارد ، تسلفيني 500 جنيه 
انتبهت لما يقوله ، سالته ، وترجعهم امتي 
ضحك وهو ينفس الدخان في وجهها ، مش حارجعهم !!! 
فهمته ، هذه وظيفته التي يعيش منها !!! 
يمنح جسده للنساء مقابل النقود والسجائر والكرافتتات الغاليه 
انتفضت وهي تسبه وتلعن ابيه 
قوم ياواطي ياناقص ياابن الكلب و.................... واحست انها عاريه وخجلت من جسدها ورغباتها 
خرج من منزلها وعلي وجه ابتسامه ساخره وكأنه يعرف معني شتائمها واعتاد عليها 
خرج من منزلها ونزل السلم وهو يصفر ببلادة ،  طارت الزبونه !!! 
وقفت تحت الدش تبكي وتمزق جسدها وتتقيأ لاتصدق انه يبيع الارتواء للنساء وانها ساذجه لهذا الحد فلم تفهمه !!! 
كانت تبحث عن لحظه انسانيه وكان يبحث عن زبونة وكانت الليله الاخيره بينهما !!! 
احتياجاتهما مختلفه فلم يلتقيا ابدا مره اخري ..
ومازالت تتقيأ كلما تذكرته ومازال يسخر من سذاجتها كلما تذكرها !!!!! 


كيس جوافة !!!!


نادت النادل لتدفع الحساب !! 
المرة الاولي التي يخرجا فيها معا ، هي التي اختارت المكان الذي تحبه 
تحدثا معا في التليفون كثيرا لكنها المره الاولي التي يخرجا معا 
قررت وقتما اختارت المكان ان تعزمه هي وتدفع الحساب 
المكان غالي وانيق وربما لن يقوي عليه 
لن تحرجه ولن تحرج نفسها ، ستدفع هي الحساب والبقشيش و" مافيش بين الخيرين حساب " !!! 
كانت تجلس معه في مكان رومانسي والشمس توشك علي المغيب والافق برتقالي 
عيناه العسليتان تلمعان بوميض حان دافء والليل يوشك يداهمها والحياه بغموضه وسحره 
نادت النادل لتدفع الحساب !!! 
راتبها اكثر من راتبه ولاتكترث وهو يدعي انه لايكترث !!! 
عملها مرموقا اكثر من وظيفته ، لاتكترث لانها تكره عملها ولا يكترث لانه سيغير عمله لمثلها واحسن 
اسرتها تعيش في حي ارقي من اسرته ، لكنه يحبها ويعبر فوق الحواجز الاجتماعيه كما يقول ..
وهي تحبه وتتجاوز عن الفروق بينهما كما تدعي !!! 
نادت النادل لتدفع الحساب !!! 
انتبه لصوتها ، سالها هامسا ، حتعملي ايه ، ببراءه اجابته ، حادفع الحساب !!! 
ارتسم الغضب علي وجهه ، عيب مايصحش ، انت فاهمه نفسك قاعده مع كيس جوافه !!! 
ارتبكت لكن السعاده تسللت لروحها وبسرعه ، رجل بحق لايقبل انه تهينه حتي في نظر النادل الذي لايفهم شيئا عن طبيعه المشاعر بينهما .. ارتبكت وصمتت !!! 
غمز لها بعينه واشار لها من تحت المنضده ، هاتي الفلوس وحادفع انا !!!! 
حدقت فيه ولم تصدق ما سمعته ، كرره بصوت اهمس ، هاتي الفلوس حادفع انا عشان محدش ياخد باله بس !!!
حدقت فيه واحست تقلصا في معدتها وانخلع قلبها وكأن احدهم قذف بها من فوق الجبل العالي .. 
و................. انفجرت في الضحك والبكاء في ان واحد !!!
وقذفت بمنتهي الاستهتار مبلغ مالي كبير فوق المنضده ورحلت بسرعه متجاهله ندائته المتلاحقه وصوت غضبه المزيف 
ولم تعرف مالذي اجتاحها !!!
في منزلها ، وقفت تحت الدش بملابسها ، تغتسل هي وجسدها وروحها من اثار زيفه وكذبه !!! 
تضحك وتبكي في نفس الوقت لاتصدق انها احبت فعلا " كيس جوافه " !!!!ا

عقد فل !!!ا




كانت الشوارع مزدحمه والجو الخانق .. موسيقي رتيبه تأتيها من المحطه التي اختارها في مذياع السيارة  ، لم تتبرم لانها ملت التذمر وهو ايضا ، لمحت بائع الفل يسير بين السيارات يلوح بالزهور البيضاء وعقودها المبهجة ، ابتسمت واجتاحت روحها الرائحه انعشتها وذكرتها بالاحلام القديمه ، رجته بتذلل ، لما يجي بتاع الفل اشتري لي عقد ، نظر لها بطرف عينيه وهو يحدق في الفراغ وهز رأسه ، ارتجف قلبها ارتجافه صغيره بامل واهن تتمناه يقويها لتحمل كل ماتعيشه ، اقترب بائع الفل اكثر من السياره ، ذكرته برجائها ، كأنها تخافه ينسي او يتجاهلها اكثر ، ارتسم علي جانب وجهه الذي تراه ضجرا تفهم كل معانيه ، صمتت وحلمت بعقد فل يزيد جيدها واخر يزين معصمها ، اجتاحت روحها اعاصير الفل ورائحته المنعشه ، كادت تبتسم وتمنح الرجل فرصه اخري بعد كل الفرص التي اهدرها ، كانت تبتسم وبائع الفل يقترب ويقترب من السياره ، ادخل البائع رأسه من النافذه ولوح بعقود الفل داخل السيارة وكان يعلق بعضها علي المرآة ، فل يابيه .... كادت تنطق وتقول ايوه هات ، كادت تخرج نقودا من حقيبتها وتمنحه ثمن كل العقود التي معه ، كادت وكادت ورائحه الفل تخدرها وتبعث في روحها امل كادت الوحشه تقتله 
و.......... لا مش عايزين !!! همس واغلق النافذه وحدق ثانيه في الفراغ امامه ....لم تنطق ، لم تتشاجر ، لم تبكي ، لم تحبط !!! 
صمتت يومين وفي الثالث ، غادرت المنزل واخذت سيارتها وبحثت عن بائع الفل واشترت كل مايحمله ، زينت السياره وعنقها وذراعها بالفل ورائحته ووضعت نقطه في نهايه السطر الطويل ، واغلقت الصفحه التي طالما عذبها ضعفها لانها لا تغلقها !!!! 
ارسلت له عشره عقود فل والدبله واصرار علي الطلاق و......... ماتجبرنيش اروح لمحامي !!! وانتهت القصه !!!...
ومرت سنوات ومازالت تشتري عقود الفل وعقود الياسمين وتبتسم !!روتزين عنقها ورأسها ومعصمها والسيارة ومقبض باب شقتها ومقابض الغرف والحياه كلها بالفل الابيض !!!