مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الأحد، 31 يناير 2010

المجنونة والجنوبي والصدفة الحمقاء !!!!


لايوجد طريق واحد !!!!




علي مسرح الحياه تقاطعت طرقنا ..
صدفه غريبه حمقاء جمعتنا في محطه القطارات ...
اتيه انا من الشمال حيث الحريه والانطلاق والمجتمع اللامبالي المتحرر
اتي انت من الجنوب حيث الصرامه والقيود والمجتمع المغلق المحافظ
تقاطعت طرقنا ..
كنت ارتدي فستان صيفي قطني النسيج حريري الملمس عاري الاكتاف وقبعه قش ..
كنت ترتدي بذله كامله ورابطه عنق قاتمه ونضاره سوداء ..

تاقطعت طرقنا ..
كنت علي دكه خشبيه في المحطه اقرأ روايه حب
كنت تقف خوفا علي نظافه ملابسك في المحطه تقرأ تقرير اقتصادي
كنت العق ايس كريم بارد شوكولاته وكريز
كنت تشرب شاي اسود
كنت مبتسمه فرحه
كنت متجهم متأمل
قررت اخرج من المحطه فحملت اشيائي وتحركت
كنت في طريقك للباب تسير بخطوات هادئه ذهنك نصف شارد
كنا غريبين ......... غريبين متناقضين متنافرين لحد يستحيل معه لقاءنا !!!!

صدفه حمقاء جمعتنا علي رصيف واحد ....

سرت صوبك محتاسه احمل حقيبتي والهواء يطير القبعه والايس كريم تكاد تتساقط قطراته السميكه فوق فستاني الهفاف
كنت تمشي صوبي برزانه تخبيء عيناك خلف النظاره السوداء تسير بخطوات تعرف طريقها لمحطتها النهائيه
هل ارتطمنا ببعض ؟؟؟
هههههههههه لااعرف !!!
كل مااذكره ان الايس كريم وقع فوق كتف بذلتك وانك كدت تصرخ لكن وقارك منعك ..
كل مااذكره اني انفجرت في الضحك كنت اعتذر لك بلا احساس حقيقي بالذنب وانا اضحك واضحك ..
في تلك اللحظه ، خلعت انت نظارتك وتأملتني بنظره فاحصه اعجبتني !!
في تلك اللحظه ، كنت اضحك واضحك مرتبكه اتأملك بنظره شقية لفتت انتباهك !!!

مالذي فعلناه بعد ذلك ؟؟؟
هل مسحت الايس كريم باصابعي الملزقه من علي بذلتك وانك قلت لي مش مهم لكني اصريت ؟؟؟
هل تركتني محتاسه مكاني واكملت سيرك تسبني غاضب من الحمقاء التي افسدت البدله بصبيانيتها ؟؟
هل جريت خلفك اعتذر فنظرت لي من تحت نظراتك وقلت لي الامر انتهي فارتبكت وخجلت اكثر ؟؟؟

لااعرف .... لااذكر !!!!
كل مااتذكره ان دموع كثيره قفزت لعيني ترطم رموشي بضربات اعصاريه وانهمرت امطارا استوائيه عنيفه احس ارتباكا وخجلا وغيظا من ذلك الرجل الوقور صاحب العيون الجميله التي يخبئها خلف النظاره السوداء !!! ههههههههههه ، ذاكرتي غريبه جدا ، تركت كل ماحدث ووقفت فقط امام عينيك الجميلتين ، هههههههه ، هل كانتا جميلتين ، لا كانت عيون سمراء ثاقبه النظرات عميقه دافئه تحسها بئر ساخن ستقفز فيه فتشفي بدنك بمياهه الصحيه !!!! الاغرب اني كنت مستاءه من نفسي بلا ذنب ، اتمني التصق فيك امسح الايس كريم من فوق بذلتك ، اتمناك تصالحني !!! لاتتعجب !!! كنت احسك خاصمتني وكنت حزينه بخصامك !!!!

هل اسمعك تقول مجنونه !!!!!!! نعم انت تقول عني مجنونه !!! الغريب اني احب تلك الكلمه من بين شفتيك !!! احسها مدحا جميلا!!! هل بقيت في المحطه ابكي ؟؟؟ نعم بقيت ابكي وفسد مكياجي وظللت مرتبكه !!!
هههههههههه نعم ظللت ابكي ، هل اسقطت ذاكرتك ذلك المشهد ، هل كل ماتذكره انك عدت لي مشفقا علي من دموعي ، هل تذكر كلماتك وقتها ، انك ظللت تردد انك مش زعلان وان مافيش موضوع وان عادي واني لازم ابطل عياط ، لانك زعلان لزعلي !!!

لاتنكر ، هههههههههههه ، انت قلت تلك العباره الساحره التي جففت دموعي ورسمت ابتسامه حانيه علي وجهي ، لاتذكر انك قلت هذا ، لا قلته ، والا فسر لي لماذا سرت بجوارك وقبلت دعوتك علي فنجان قهوه في مقهي المحطه !!! انت نسيت !!! انت قلت لي انك زعلان لزعلي ، وانك ستثبت لي انك مش زعلان بدعوتي لفنجان قهوه ، واني قبلت بسرعه لم اترك لك فرصه لتلح علي ، هل ارتبكت لاني قبلت دعوتك وبسرعه ، اظن هذا ، لكني وقتها لم انتبه ، هل اعتبرتني متسيبه لاني قبلت وبسرعه مصاحبه رجل غريب لااعرفه دعاني علي فنجان قهوه ، اظن هذا ، اظنك اعتبرتني عابثه وقررت تدعوني علي فنجان القهوه وتفر مني بسرعه لانك لم تعتاد مصاحبه العابثات !!! لاتنكر مااقوله ، فكل هذا ارتسم علي وجهك تعبير غريب ،كانك كنت تدعوني واثقا اني سارفض ، لكني فاجئتك ولم ارفض!!!!!! كان علي وجهك وقتها تعبير غريب ، لكني لم اكترث به وقبلت دعوتك بسرعه وسرت بجوارك اؤرجح ذراعي ، هل تذكر ، لقد سالتني كيف احب قهوتي ، واني لم ارد عليك ، لاني وقتها لم اكن احب القهوه ، لكني ادمنتها وقت شربتها مضبوطه علي نظرات عينيك العميقه الحانيه !!!!

هههههههههههههه ، تضحك ؟؟؟ كنت تتصورني احب القهوه مثلك وكنت اتمناك تحب الايس كريم مثلي ، لكني تظاهرت بحب القهوه وانت تظاهرت انك لست غاضب علي بذلتك ومالحق بها !!!!!!!!!!

في المقهي طلبت فنجانين قهوه ، هل ارتبكت وقت اشعلت سيجاره ، اظنك ارتبكت ، انت قادم من مجتمع لاتدخن فيه الا العاهرات ، النساء المحترمات لايدخن ، ولا يرفعن صوتهن ، ولا يكشفن اذرعتهن ولا يجلسن مع غرباء في مقهي المحطه !!! اظنك ارتبكت فانا لست السيده المحترمه حسب تقاليد مجتمعك ، وفي مجتمعك الرجال لايجلسون مع النساء غير المحترمات علانيه وفي المقاهي ، يجلسون معهن في الخفاء ، لكنك تجلس معي في المقهي ، مرتبكا مرتبكا ، لست سيده غير محترمه من مجتمعك تختبيء معي في الظلام ، لكن سيجارتي واذرعتي العاريه وضحكاتي المتتاليه وسط دموعي اربكتك ، سالت نفسك بالطبع لم تسالني انا ، من هذه السيده هل هي محترمه او غير محترمه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا السؤال الذي لم يغادرك ابدا ولم تعثر علي اجابته ابدا !!!!!!! تعرف ، لو كنت عثرت علي اجابته ، علي اي نحو كان ، كنا استرحنا ، لكنك لم تعثر علي اجابتك ولم تنساه فقتلنا الف مره !!!!!!!!

جلسنا نحتسي القهوه ، انا اتكلم كثيرا وانت تصغي !!! ليتني انتبهت ، انك لاتتكلم !!! لكني لم انتبه ، كنت منتشيه بصحبتك ، اتكلم كثيرا في كل شيء وعن كل شيء وانت صامت تصغي !!! هذا انت تصغي ولا تتكلم ، قادم من مجتمع يعتبر الصمت رزانه ورجاحه عقل ، ويعتبر الرجل كثير الكلام صغير تافه لايستحق الاحترام ، هكذا تريبت وكبرت ، هكذا خابرت الحياه ، انت صامت لانك محترم لا تتكلم كثيرا فلا تخطيء كثيرا !!!! هل سالت نفسك مره ومالذي سيحدث في الحياه لو اخطأت !!!!!!! هههههههههههههه !!! نعم اضحك لانك بالطبع لم تسال نفسك ذلك السؤال العابث ، انت رجل صامت محترم لن يخطيء !!! هذا هو القانون الذي تعرفه !!! سيفه البتار معلق فوق رقبتك طيله الوقت !!!!!!!!!

هل تذكر ماذا حدث ونحن نحتسي القهوه ، لااتذكر ، ساذكرك بما حدث !!!! فجأ توقفت انا عن الكلام وسالتك لماذا لاتتكلم ، هل تذكر اجابتك ،بالطبع لاتذكرها ، ذاكرتك انتقائيه رهيبه ، تسقط مالاتحبه !!! يومها قلت لي بصوت هامس انك لاتجد ماتقوله !!!!!!! هل تذكر الدهشه التي ارتسمت علي وجهي ؟؟؟ فالكلام لاينضب ومواضيعه كثيره لكنك في وسط الصخب المدوي من كل البشر صامت لاتجد ماتقوله !!! ليتني انتبهت لصمتك ، هذا الصمت الذي احرقني الف مره وانا ابكي بين يديك استجديك تنطق تقول تتكلم تتواصل ، ليتني انتبهت لصمتك ،لو كنت انتبهت كنت فررت منك ، فرغم كل الاشياء الجميله التي عندك ورغم نظراتك العميقه الدافئه ، صمتك يقتلني ، لا بل قتلني الف مره!!!!!!!

هل تعرف ، سر اقوله لك ، هذه المقابله الاولي هي التي كتبت حكايتنا بدايتها ونهايتها !!!
هذه المقابله كانت واضحه جدا ، كشفت كل تناقضاتنا ، كشفت بوضوح الاستحاله التي جمعتنا والتي ستفرقنا ، لكن عينيك العميقتين الدافئتين وصخبي المدوي وضحكاتي المبهجه ، والايس كريم الذي وقع علي بذلتك والقهوه المره التي دعوتني عليها ، كل هذا قادنا لطريقنا الذي مشينا فيه وهانحن علي وشك نتركه ونودع بعضنا ونرحل !!! هل كنت تفضل الا نتقابل !!! سالت نفسي هذا السؤال ولم اعثر علي اجابته ، هههههههههههههه تضحك ، كاذبه انا لكني لااجيد الكذب ، دائما تقول لي هذا ، اني كاذبه فاشله ، اكذب كذب مفضوح لاينطلي علي احد !!! هل تنتظر اجابتي ، لكني اليوم بالذات اتمني ان تتكلم انت !!! ارجوك انها الكلمات الاخيره التي ستودعني بعدها ، لا تكن بخيلا ، وامنحني بعض نفسك للمره الاخيره !!!!

شربت قهوتك المره واعطيتك رقم تليفوني ومنحتني كارت عملك وطلبت مني اتصل بك ، والحقيقه كنت ساتصل بك حتي لو لم تطلب ،غموضك استهواني ، نعم غموضك ، لست رجلا تشبه الرجال الذي اقابلهم ، انت قادم من عالم اخر ، بقيم اخري ومفاهيم اخري وصمت موجع استفزني لكسر جدرانه الصلده ، لكني اعترف لك فاشله جدا ، فالايام مرت بيننا ونفذت لكن صمتك قهرني وهزمني ، صمتك انتصر علي وابعدني للابد عنك !!!

هل انت حزين لفراقنا ، هههههههههههه ، اسالك نعم ، اخلع نظارتك السوداء لاقرأ عينيك التي طالما حدثتني رغما عن انف صمتك ، اخلع نظارتك ودعني اشاهد حزنك لفراقي ، وسامنحك دموعي شهاده حزن علي فراقك ، دعنا نفترق برفق ، نفترق وكل منا يثق ان الاخر يستحق حزنه ، لاتحاول تقنعني انك لست حزين واني واهمه ، انت حزين اعترف !!! هههههههههههه اضحك لانك اخيرا وبين يدي اعترفت اني رغم كل شيء استحق حزنك !!! وهذا يسعدني !!! مجنونه !!! وهذا ايضا قول يسعدني !!! نعم مجنونه ومااجمل تلك الكلمه من شفتيك!!! هههههههههههه !!!! لماذا ترتبك ، تحسني اغازلك ، وهل يوجد شيء يمنعني من مغازلتك وانا اقف علي محطه الوداع سارحل بسرعه ، نعم ياسيدي اغازلك لكني اعلم جيدا ان غزلي الذي يعجبك لن يكسر ارادتنا بالفراق والرحيل !!!!

انت ابن مجتمعك الصارم وانا ابنه متمرد علي مجتمعي الرحب ، لست السيده المحترمه التي تعرفها في مجتمعك ولست سيده عابثه كما تصورت في البدايه ، انا سيده محترمه بطريقه مختلفه ، لكن عقلك لايستوعب ذلك الاختلاف ، عقلك لايفهم كيف اكون محترمه وادخن وارقص واضحك بصوت عالي واحبك بجراءه واندفاع ، كل سلوكي معك اربكك واربكك ، تحسني محترمه وتخاف علي لكنك تخاف مني ، سافضحك ، هكذا دائما كنت تشعر ، اني سافضحك ، لااصلح حبيبه امام اهلك وبلدتك وزملاء طفولتك ، سافضحك لكنك تحبني ، تحب اندفاعي وشقاوتي وجنوني وحمقي وصخبي ، تحبني لكنك تخاف مني ، او بمعني اكثر قسوه تحبني ولاتحترمني !!! ياحرام كنت دائما اشفق عليك ، انت معذب بقيود مجتمعك الظالم ، تلك القيود التي تقبض علي رقبتك وروحك ، تفزعك مني ، ساقول لك سر اخر ، اعرف انك احببتني منذ اللحظه الاولي ، احببتني وتمنيت حضني ودفء مشاعري يذيب الجليد المتكلس علي قلبك قادم به من البلده العتيقه كانه كنز عائلي يلزم عليك المحافظه عليه ، كانهم خوفوك لحظه خرجت من جدران دارك للحياه ، نصحوك وخوفوك ، الجليد المتكلس علي قلبك وروحك سرنا الثمين وكنزنا الغالي ، لاتسمح لجنيه لانسيه تلفحك بنارها وتذيب جليدك ، ستتعري امامها وتضعف وتتحكم فيه وتفضحك وربنا يكفيك شر الجنيه الانسيه !!! وخرجت من البلده وحافظت علي الكنز ، قلبك وروحك محاطين بالصقيع ، ستظل محترم حتي لو لم تعش ، ستظل محترم حتي لو ضاعت الحياه وبقيت وحيدا ، ستظل وحيد محترم وتحظي باعجاب عشيرتك وتبكي وحدك في الظلام ، لكني لاتقوي علي كسر قواعدهم وتمزيق قيودك واطلاق عنان روحك !!!!
وكنت انا الانسيه الجنيه المشتعله بحب الحياه بالشوق بالعواطف بالصخب ، كنت اهدد كنزك وصقيعك ، اقتربت اعجابا وولها وفررت خوفا وفزعا وبكيت في الظلام وحدك تحترق شوقا لحضني لكنه الحضن الذي سيسلبك قوتك واحترامك ويقتلك الف مره !!!
هانحن وصلنا لنهايه الطريق ، ليتنا تقابلنا في مقهي المحطه ، لتكن النهايه تشبه البدايه ، علي نفس المنضده نجلس ، تدعوني للقهوه ، ابكي ، تتاملني بعينيك العميقتين ، نودع بعضنا ونرحل ، كل يستقل قطاره ويرحل !!! لماذا لم افكر في ذلك المشهد الرومانسي وقت اتفقنا علي اللقاء الاخير ، هههههههههههه ، كنت سارتدي نفس فستاني واكل ايس كريم واقذفه علي كتف بذلتك !!!! نعم اضحك ، مستفز من ضحكي ، مالذي كنت تمني نفسك به ، فيضان دموع شلال حزن ، انهيار كامل تحت قدميك استحلفك الا تتركني ، لكني بكيت وانهرت واستحلفتك الف مره الا تتركني ، لكنك صممت اذنك وقلبك ، لاتسمع الا تحذيرات بلدتكم والخوف من النساء المنطلقه انسيات الجن وجنيات الانس ، سيسرقوا منك احترامك وقلبك ويتملكوك !!! لاتسمع الا هذا التحذير فترتعد وتخاف وتصمم علي البعاد !!! وهاهي الرحله اوشكت علي الانتهاء والقطارات تستعد للرحيل ،ليستقل كل منا قطار الحياه التي يحبها ولتبقي ذكرياتنا غريبه ملقاه باهمال علي رصيف المحطه التي تركناها !!!

هل تذكر كم مره تشاجرت معي ، تحبني ولكن ، ملابسي تستفزك ، ضحكي يخيفك ، حيويتي ترعد اوصالك ، تتمناني مثل اختك ابنه عمك كوم مهمل قليل الحيله مفعول به ، تقودني من عنقي برباط القيد المقدس في طريق حياتك ، لكني لست مثلهن ، اعترف انت تحترمهن لكن لاتحبهن ، والا لماذا رفضت تتزوج ابنه عمك وابنه خالك ، لماذ فررت من احترامهن العظيم ، اعترف الاعترافات الاخيره ، كنت تفر منهن وتفر مني ، تحبني وتتمناني مثلهن ، بذلت كل مجهود لتغييري ، شكلك صوتك كلامك صراخك علاقتك بالاخرين ، خليك محترمه !!! هل تذكر تلك الليله الكئيبه التي كنا معا فيها واحسست بالغيره علي من نظرات الاخرين فهاجمتني ، خليك محترمه ، كاني شاغلتهم ، كاني سيده رخيصه اغازل الرجال الاخرين وانا اقبض علي ذراع حبيبي ، بالطبع انت لاتعرف مالذي فعلته في كلمتك هذه ، خليك محترمه ، هل تذكر اني صمت تماما بعدها وصممت علي العوده للمنزل ، لم اتشاجر كعادتي ، كنت اكرهك واتمني البعد عنك ، كلمتك لم توجعني لكنها كشفتك لي وكشفت الفجوه الرهيبه بيننا والاستحاله التي ستقتل مشاعرنا ، لم اغضب من كلمتك لاني اعرف نفسي جيدا سيده محترمه فوق روؤس الجميع ،المشكله كانت فيك انت ، انت لاتراني ولن تراني ابدا محترمه ، انا لااشبه امك واختك وابنه عمك ، انا الانسيه الجنيه التي اخافوك منها ، وانت تسعي لتغييري لاكون شبههم وكلما اخفقت كلما تشاجرت معي لاني لست محترمه ، جملتك كانت ناقصه ، لست محترمه كما يري اهل البلده النساء المحترمات ، لكني لست من البلده ولايلزمني راي اهلها !!!!

هل ستصمت ثانيه ، انتبه هذه المره الصمت للابد ، امنح نفسك فرصه الحديث ، لو اعترفت بتناقضاتك لاسترحت ، اعترف ياحبيبي انك متناقض جدا ، انك ابن البلده العتيقه لكنك تحبني ، اعترف ان حبي اسعدك لكنك لاتقوي عليه ، اعترف انك امك وجدتك وقعده المصاطب في بلدتك تحتلك ، ان عقلك لايقوي علي التخلص من اغلالهم وروحك اسيره مفاهيمهم وقيمهم !!! انطق ياحبيبي وكفاك هروب ، اعترف انهم اخطئوا في حقك وقت كبلوك بقيمك واخرجوك من البلده لتعيش في الحياه بقيمهم الصارمه ، لو ابقوك في البلده لحلت المشكله كنت ستعيش مثل كل ابناءها ، تتزوج سيده محترمه حسب معاييرهم وتعيش معها ببرود واحترام وصمت !!! لكنهم زرعوا في عقلك بذور قيمهم واحتلوا روحك بقيودها واطلقوك طيرا غريبا في سماء غريبه ، حملتهم معك لمحطات الغربه فزادوا غربتك وقتلوك ، اعترف انك ارهقت من امك وجدتك وافكارهم ، اعترف انك تتمني لو رحلوا عنك وتركوك تعيش حياتك بالطريقه التي ستكشف لك الايام انك تحبها ، لكنك لاتعترف ، صمتك قاتل ، صمتك موجع ، صمتك معذب ، شهورا طويلا ، تحاول تغيرني لاشبههن واحاول اغيرك لتنطق ، لتشكو ، لتتذمر ، لتعترف بمشكلتك فنحاول نحلها ، لكنك انتقيت الصمت اسلوبا للفرار منهم ومني !!!

لم اتغير ولم تنطق ، ادمنت انا القهوه المره لكني مازلت احب الايس كريم !!! رفضت انت الايس كريم ، قلت لي انه طريقه اكله مهينه ، لاتتصور وانت الرجل المحترم ان تلعق بلسانك تلك الكور الثلجيه ، وقلت لي ان اسنانك ضعيفه لا تقوي علي برودته ، رفضت الايس كريم وتركتني ااكله وحيده بلا استمتاع ، فحين تحب اخر ، تتمناه يشاركك في كل شيء حتي اكل الايس كريم !!!!

لم اتغير ولم تتغير ... لم نتشاجر ، لكننا بعد جهاد طويل وصراع موجع ، ادركنا ماكنا غفلنا عنه ، ادركنا استحاله لقاءنا ، ادركنا ان الصدفه الغريبه الحمقاء التي جمعتنا كانت تلعب وتسلي نفسها ، بعد وقت طويل من الحب المقهور ، ادركنا ان الرحيل قدرنا الوحيد وان الوداع حتمي ، لم نتفق علي ميعاد الوداع ، لكنا وقت التقينا للمره الاخيره كنا نعرف انها المقابله الاخيره ، اعترفت لك اني احببتك بقوه لكني احب حياتي واني سيده محترمه رغم انف بلدتك وتقاليدك ، واني لن اتنازل عن نفسي لصالح امك وجدتك وحذرتك اني لو طاوعتك لكرهتني ، فانت لاتحبهم واحترامهم لايكفيك ، اوضحت لك ان فراقنا حتمي ، اصغيت لي بدقه وانتباه كعادتك ، لم تعارضني ، لقد اعتقتك ، كنت تتمناني لكنك تخاف مني ولاتتحمل فضيحتي ولا لوم امك علي الانسيه الجنيه العابثه التي اذابت الجليد وتركت عاريا تبحث عن حضنها لتختبيء فيه ، اصغيت لي بدقه وكل قسمات وجهك تشكرني لاني خففت احمالك ورحمتك من عذابات نفسك ، هل قلت لي انك تحبني ، لا لم تقل لكني لم احتاج اسمعها ، فلولا حبي ماكان عذابك ، لااحتاج كلماتك ولااعترافاتك ، الفراع قدرنا والوداع مصيرنا ومحطه القطارات تنتظرنا وطرقنا المتعارضه المتناقضه تنتظر كل منا بشوق ، لايوجد طريق واحد يستوعبنا يتحملنا ينتظرنا معا ، الا سكه اللي يروح مايرجعش !!!

ارجوك ..... اخلع نظراتك وامنحني دفء عينيك للمره الاخيره !!! ساخلعها عنك ولا تدفع يدي ، لاتتصرف بحمق فنحن في مكان عام ولاداعي للفضائح ، ههههههههههه ، اخترت الكلمه التي تخافها فانصعت لجنوني ، خلعت النظاره السوداء ، فهالني مارايت ، غلاله دموع معلقه فوق عينيك الدافئتين ، موجوع انت حتي الثماله ، لكنك ايضا لن تنطق ، الان لااحتاج كلماتك ، انهمرت دموعي وانتحبت بصوت عالي ، ارتبكت ، الفضائح حتميه في وجودي وانت لاتقوي علي احتمالها ، منحتني منديلك المزين بحروف اسمك ، مسحت دموعي واحتفظت به ، تشاجرت معي ترغب في الاحتفاظ به مزينا بدموعي ، لكني بخلت عليك بها ، لن امنحك دموعي وساحتفظ بمنديلك فيه رائحتك انفاسك روحك المقهوره ، عيناك قالت لي الكثير ، رجتني الا اغضب منك ، التمس لك العذر ، اسامحك ، باحت بحبها بهمها بوجعها ، مصممه انا علي اخر فضيحه ، ساحتضنك ، ماهذا الفزع في عينيك ، ساحتضنك فانت ابني وحبيبي ووجعي الذي لااملك دواءه ، ساحتضنك وارحل للابد .......
اقتربت منه ، احتضنته بحنان ، ارتعد في حضني ، عاشقا مقهورا ، همس مجنونه ، بكيت وابتسمت في ان واحد ، لوحت له بالوداع ، بقي مكانه يتابعني ، تائه في مقعده كان مايحدث لايخصه ....... باي باي ، وقبل اخرج من الباب صرخت " لو احببت الايس كريم ابقي اتصل بي" واعطيته ظهري ومشيت !!!


نشرت في مدونه ياما دقت علي الراس طبول 31 يناير 2010
http://marmar18359.blogspot.com/2010/01/blog-post_31.html

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

.الحكاية حلوة جدا ولكنها ....ليست بطعم الأيس كريم ولكنها بطعم ...الشجن ولوعة الفراق فالحب لا يبدو إلا ساعة الرحيل

غير معرف يقول...

ليست بطعم الأيس كريم ولكنها بطعم ...الشجن ولوعة الفراق فالحب لا يبدو إلا ساعة الرحيل