مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 2 فبراير 2010

طلاق بالثلاثة " قصص تبدو واقعية " !!!





كانت زوجه سرية ، واللي اوله شرط اخره نور ، تزوجا وهي تعلم انه ابدا لن يطلق زوجته الاولي ام العيال وانه لايتحمل غضبها ولا رحيلها عن منزله ولا هد اسرته ولا تشريد اولاده ، هكذا اوضح لها الامر ، افهمها انه يحبها ، وانه سيحاول بكل الطرق ارضاءها ، بشرط يظل زواجهما سريا ، ووافقت علي الشرط وقبلته ، وتزوجا زواجا عرفيا ، لان الزواج الرسمي يلزمه باخطار الزوجه الاولي وهو لايرغب في اخطارها !!!

زواج عرفي ، ومهر ودبله الماظ وحفله صغيره استقبلا فيها اصدقائهما المشتركين وتحقق الاشهار الشرعي في اضيق الدوائر وعقبال عندكم ياحبايب عقبال عندكم .... واصبحت زوجه سريه ، بورقه عرفيه ، ياتيها وقت يزوغ من عمله وزوجته ، يقضي معها ساعات قليله حتي لايكتشف احد سر غيابه ، لطيف حنون ظريف يخرج معها يشتري لها الهدايا يحبها بقوه يمارس معها الحب بشوق وشهوه كأن شبابه الضائع عاد ، سعيده هي بصحبته ، لكنه ليس زوج ، هكذا قالت لنفسها ....

نسيت اتفاقهمها ، الغيره تنهش قلبها من زوجته ام الاولاد ، تحصل علي كل شيء وهي لاتحصل الا علي الفتات ، هذا ليس عدل ، هي زوجته مثلها بالضبط ، يتعين عليه اقتسام وقته واهتمامه بينهما ، لماذا يسافر يصيف مع ام الولاد وتبقي هي في القاهره يفترسها الحر والغيره ، لماذا يبات مع ام العيال وتبقي هي وحيده في فراش بارد لايدفئها في الشتاء الا البطانيه ، لماذا لا يقضي معها شم النسيم ، لماذا لاتسير جواره في الشارع تحتضنه ، اليست زوجته ، انا لست عشيقتك السريه انا زوجتك ولي كل الحقوق مثلها بالضبط ، ستقول له هذه الجمله في اول مره تقابله ، هكذا قررت !!!

بدأت تفسد حياتها بنفسها ، وهي مش اقل من حد ، وبدأت في تنفيذ مخططها ، ترجته قبل رحيله مساءا قضاء الليل معها ، لم يفهم ، شاكسها داعبها اوضح لها انه لايستطيع فزوجته س ....... قاطعته غاضبه ، ماانا كمان مراتك ، لم يفهم سر غضبها ، تصورها تهذر ، لا انت حبيبتي ، لم تقبل حديثه ، لا انا مراتك ولي حقوق !!!

كانت سيده غريبه لايعرفها ، هي زوجته طبعا وهو لاينكر ، هو يعطيها كل ما يقوي عليه من حقوق في حد اتفاقهما والشرط الواضح لهما معا انها زوجه سريه ، قبلها ورحل ، اتصلت به في التليفون تبكي ترجوه يعود ، انفعل وهو يقود السياره وكاد يرتطم بسياره امامه ، احنا اتفقنا ، يصرخ ، لكن ده مايرضيش ربنا ، تصرخ ، انا ماكذبتش عليك ، يصرخ ، فين العدل اللي ربنا قال عليه ، تصرخ ، كان يصدم السياره التي امامه ، القي تليفونه المحمول واغلق الخط وكره حياته !!!

يومين لم يتصل بها ولم تكلمه ، في اليوم الثالث اتصلت به زوجته في عمله تصرخ ، انت متجوز ؟؟؟ انكر ونفي وتشاجر معها ، واحده راحت للكوافير بتاعي وقالت له انها مراتك ، تشاجر مع زوجته المجنونه التي يخيل لها اشياء غير حقيقيه ، وانا مالي ومال الزفت الكوافير ، اتصل بها ، سينعفها سيتشاجر معها ، تليفونها المحمول مغلق ، توتر جدا وكره حياته اكثر !!!

في المساء اقسم لزوجته وهو في حضنها انه لم يتزوج باخري وعنفها لانها تغير عليه بشكل جنوني ، وصمم علي الذهاب للكوافير معها للاستعلام عن تلك السيده الكاذبه التي ادعت عليه ما لم يحدث ، في منتصف الليل طلب زوجته السريه لم ترد ، في الفجر طلبها لم ترد ، وهو في طريقه للعمل طلبها لم ترد ، صمم علي الذهاب لمنزلها للمشاجره معها ، يحبها لكنها تتعمد اثاره المشاكل مع زوجته ، ستخرب بيته ، غاضب منها لانها لم تحترم اتفاقهما ، لكن زوجته اتصلت به في عمله ، مجنونه ، تصرخ وتصرخ ، الست مراتك جابت البيجاما بتاعتك سابتها للبواب وقالت له خلي القديمه تغسلها !!! تصرخ زوجته وتصرخ ، يترك العمل ويعود لمنزله ، يجدها شعثه الشعر حمراء العينين تجلس كالذئب المجروح في الصاله ، وحولها اولادها ، جميعهم صامتين ، يحدقوا في بيجامته امامهم علي الترابيزه ، تصرخ زوجته ، بيجامتك دي ، ينفي ، طبعا لا ، لا بتاعتك ، لا طبعا ، ماتكذبش ، صرخت زوجته ،كرامته اهينت امام اولاده ، صرخ فيها عيب تأدبي ، لابد من ردعها ، يتذكر الزوجه السريه ، لو امامه لقتلها ، تقفز زوجته لتنشب اظافرها في رقبته ، يبعدوها الاولاد ، يصرخ فيها لايجد وسيله للدفاع عن نفسه الا الهجوم الشرس ، علي الطلاق بالتلاته .... يقاطعه ابنه ، خلاص يابابا ، خلاص ياماما ، تنفجر في البكاء ، حتطلقني ايوه انت بتتلكك علشان تطلقني ، لايرد عليها ، لابد من حل المشكله ونهائيا ، تصرخ ، احلف علي المصحف انها مش مراتك ، اعطته الحل الناجح لتلك الازمه ، طلق زوجته السريه في سره ووضع يده علي المصحف واقسم انها ليست زوجته ، انفجرت الزوجه في البكاء لاتصدقه ، لكنها لاتملك الا الصمت ، قررت تراقبه ، ستقطع الشك باليقين ، اولاده لايصدقوه ، يري في عيونهم نظرات الشك ، سيحل الموضوع نهائيا ويخبر الزوجه السريه بالطلاق وينتهي الامر !!!

كانت في منزلها ، وقت فتح باب الشقه ودخل عليها عنوه ، حزين غاضب ، ليه عملتي كده ، ببرود شرحت له ، بحبك ومش عدل تديني الوقت المسروق ، وافقها بحزن ، فعلا مش عدل ، اخبرها ، انت خالفت الاتفاق بينا وانا طلقتك ، لم تصدقه ، اكد عليها ، طلقتك وانتهينا ، انفجرت في البكاء ، ماكانش قصدي ، هز راسه متأسيا ، مش مهم قصدك ايه المهم انك بوظتي الدنيا ، حقوقك المحامي حيوصلها ليكي ، فتح الباب ليخرج ، وجد زوجته امام الباب دامعه العينين ، شاهدته يخرج من عند السيده التي كانت زوجته السريه ، جحدته بنظره فهمها جيدا ، ارتبك وصمت ، كره الدنيا والحياه والنساء !!!

جلست الزوجه السريه في منزلها تبكي لانه طلقها بمنتهي النذاله ولم يكترث بمشاعرها وحبها ..
صممت الزوجه ام الاولاد علي الطلاق لانه كاذب ولم يحترم العشره والاولاد ولم يكترث بمشاعرها وحبها ...
فسدت حياته بعد طلاق زوجتيه ، وعاش وحيدا غاضبا حانقا علي الزوجه السريه التي لم تحترم اتفاقهمها ، حانقا علي زوجته ام الاولاد لانها لم تتحمل نزوته !!!
عاش وحيدا غاضبا من النساء ، تراه زوجته السريه نذلا وتراه زوجته ام الاولاد نذلا ويري نفسه مظلوم وضحيه نقصان عقلهما معا !!!

هناك تعليق واحد:

عماد خلاف يقول...

دعينى أغير فى العنوان وأجعله (الرجال لا يفهمن النساء )لأن مافعلته هذه الزوجة الثانية كان عاديا وتلقائيا ويؤكد على طبيعة المرأة الدائمة على أن المرأة كائن يرفض القسمة على أثنين مع أن هناك نماذج موجودة بيننا رضخن فيها النساء للقسمة وقبلت أن تكون زوجة ثانية لكنها ليست القاعدة ..ومع أن الشرط كان محددا وواضحا من البداية على أن يكون الزواج سريا الأ أنها راحت فى صراع داخلى بعد أن أمتلكت كل شئ لترسم بعقلها مجموعة من الحيل على أمل الفوز بهذا الزوج ..ويتوالى النص فى شرح معاناة الزوجة الثانية لنجد أنفسنا متعاطفين معها لدقائق فهى تعانى من أحباط عاطفى ووحدة وهجر وأيضا مع الزوجة الثانية ليدخل الزوج فى نهاية النص مصدوما وكارها لكل النساء لنجد أنفسنا متعاطفين جميعا مع الزوج الذي أراد الهروب وحيدا ...تحياتى لحضرتك ومزيد من الأبداع والتميز