مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 5 يناير 2010

الجواز حاجة والحب حاجة !!!!




( لاتؤمن بالحب )
كانت تسخر دائما من الحب ..تسخر من اغانيه ، من قصصه التي تحكيها لها الفتيات في الفصل ، تسخر من الافلام العاطفيه ودموعها ، تسخر من " مني واحمد " وعذاب المشاعر ...منذ فتحت اعينها علي الدنيا قررت انها بلا قلب ، تستشعر الحب ضعفا وهوان ، تؤمن بقول الشوام " يقبر الحب شو بيذل " تعرف ان حبها لرجل يعني ضعفها امامه ، وهي تكره الضعف والضعفاء ، هكذا حسمت موقفها ، لن تحب ، لن تميل لاحد يتملكها ، لن تسعي لمشاعر ستوجعها في نهايه المطاف ، الحياه عندها مجموعه اختيارات وهي اختارت اشياء كثيره ليس من بينها الحب !!!
مرت ايام مراهقتها بلا حب بلا مشاعر بلا اندفاع ، تسخر من صديقاتها المعذبات بقسوه الرجال ، تسخر من صديقاتها السعيدات بوهم العاطفه ، لن تسمح لاحد يعذبها ولن تسمح لاحد يقنعها بوهم كاذب ، لن تحلم بالمستحيل ولن تصدقه !!!
مرت ايام الجامعه بلا مغامرات عاطفيه ، بلا مساحات عاطفيه ، الذي يقترب منها يجد جدران عالية تصده بعيدا عنها ، اسلاك مكهربه ، حقول ملغمه ، غير مسموح بالاقتراب والتصوير ، ذاكرت ونجحت وشاركت في فريق التمثيل والقت قصائدها مع جماعه الشعر وسافرت المعسكرات الصيفيه ، كونت صداقات عميقه مع شباب احبوها وادركوا استحاله كسب قلبها والاستحواذ علي مشاعرها فرضخوا لما تمنحه لهم صداقه وفقط ....
تخرجت من الجامعه والتحقت بعمل يناسبها ، اشتغلت بجد وصدت كل الرجال ممن اعجبوا بجمالها واناقتها ورجاحه عقلها ، اعجبوا بها فعرضوا حبهم فرفضته ورفضتهم ، الحب ضعف وهوان لن تعيشه ، الحب ذله لن تسمح لاحد يمسكها عليها ...
ودخلت سوق الزواج وانتظرت امها مثل كل الامهات فستانها الابيض وزفه الشموع التي ستحيطها والرجل الذي سياتي باحفادها ويفتح بيته واحضانه لابنتها الجميله ، لكن الفتاه لم تفكر في الزواج ومازالت تسخر من اغاني الحب وقبلاته ، تسخر من دموع صديقاتها عند هجر الحبيب ومن هوان اصدقائها وقت فراق الحبيبات ، نسخر منهم وتعطيهم دروسا وحصصا في رابطه الجأش وتمالك النفس والحفاظ علي كرامتها و" يقبر الحب شو بيذل " !!!
كانت تقابل العرسان التي تحضرهم امها بسخريه ظاهره واستهزاء بادي ، تقابلهم بعدم اكتراث ، هي ساعه زمن ستقضيها في ممارسات محفوظه ، ستجلس مع العريس ، يسالها مالك هل تحبي الاطفال هل ستتركي عملك بعد الزواج ، تعرف الاجابات مقدما ، ستقول له كل مالا يحبه ،ستقول له انها لاترغب في الزواج ولاتري نفسها ام ولن تترك وظيفتها وانها تقابله فقط لان امها اجبرتها علي المقابله ، سيحرج الرجل الغريب الذي كان عريس ، ينظر لامه نظره ذات مغزي ويقوموا وتنتهي المقابله ويختفي لاتسمع عنه ابدا بعد ذلك !!!
مرت ايام وشهور وصديقاتها يتزوجن وتحضر هي الافراح وترقص وتضحك وتقرص العروس في ركبتها لكنها لاتنتظر الزواج ولاتحلم بعش العصفوره ولا الفستان الابيض ولا فارس الاحلام !!!
اكتئبت امها وغضبت ، تتهمها بالشذوذ ، انت مش طبيعيه ، كل البنات نفسها تتجوز وتخلف وانتي لا ، لاتجادل امها لانها لن تفهم ، لكنها طبيعيه جدا ، وقت ترغب في الزواج ستتزوج بعقلها ، لن تسلم عواطفها لاحد حتي زوجها ، ستحدد منذ البدايه مساحاتها الخاصه وشئونها التي لايحق له التدخل فيها ، ستحترم استقلاليته وخصوصيته ، سينشأ معا مؤسسه ناجحه ، مبنيه علي التكافوء الاجتماعي والتوافق العقلي والتقبل الشعوري ، نعم هذا اكثر ماستقدمه للرجل الذي ستشاركه حياته ، التقبل الشعوري ، هي ستتقبله ليس اكثر !!!
لاتشرح لامها هذا الكلام ، لانها لن تفهمه ، امها تنتظر الفرح والهيصه وهي تنتظر مؤسسه ليس اكثر !! نعم الزواج ضروره لاستمرار الحياه ، والانجاب ضروره للحفاظ علي الجنس البشري من الانقراض ، لكن استمرار الحياه والحفاظ علي الجنس البشري من الانقراض لا يفترضا ضعفها ومذلتها تحت اقدام الرجل ، لذا ستمنح البشريه ماتحتاجه دون تفريط في وجه نظرها في الحياه !!!
ودخلت في الثلاثينيات وتفوقت في عملها ومرضت امها وتزوج اخوتها وتشاجروا مع ازواجهم وتصالحوا وهي تسخر منهم ومن حزنهم وفرحهم ومن ام كلثوم وعبد الحليم وانت عمري وموعود معايا بالعذاب موعود ياقلبي ، تسخر من هذا العالم المزيف الذي يبنيه المخدوعين بانفسهم لانفسهم ، هي لن تخدع نفسها ولن تخدع احد ، ستعيش حره مستقله مثل جمهوريات الموز لن يحتلها احد ولن تغزو احد ستبقي علي الحياد في الحياه فلا تتوجع ومااحلاها عيشه الحرية !!!
يزداد مرض امها وتكاد عيونها تضيع من كثره البكاء ، احلي بناتها قليله الحظ ، مصابه بافه عقليه في راسها ، تطفش العرسان بالفذلكه والكلام الفاضي ، حضنها فاضي وحجرها فاضي والسنين بتمر ، لاتكترث امها بنجاحها في العمل ولا راتبها الكبير ، لاتكترث امها بافكارها ولا ثقافتها ، كل ماتهتم به قطار الزواج الذي يفوتها ، وسنين العمر التي ضاعت عليها وهي تنام علي سريرها الصغيره في غرفه طفولتها وصديقاتها يعيشن في بيوتهن يرفلن في القمصان الحريريه ويستيقظن طيله الليل بسبب بكاء الاطفال !!! هذه الصوره التي لاتعيشها ابنتها تتعسها وتستجلب دموعها وحزنها و.... ربنا يهديك يابنتي !!!
وتاتيها بعثه دراسيه سته شهور تبع جهه عملها ، تقرر السفر وتقبل البعثه ، تودع امها وتكدس كتبها في حقيبه الملابس وترتب الاي بود بمعزوفات الموسيقي التي تحبها ، وتودع امها وتسافر !!!



( الجواز حاجه والحب حاجه )
علي الطائره ، تلتقي به ، رجل وسيم يجلس علي المقعد المجاور ، تتفحصه بنظره واحده وتنام طيله الرحله ، لايترك في نفسها انطباعا خاصا ، في الفندق الذي ستعيش فيه ايام الدراسه تقابله ثانيه في البهو ، ينظر لها نظره عميقه ويبتعد ، تتعجب من الصدفه التي اوقعته تحت نظرها مرتين في يوم واحد !!!
في الفصل الدراسي تجلس مع كل الطلاب زملائها ينتظروا المحاضر ، يدخل عليهم الرجل الوسيم مبتسما ، هو المدرس الذي سيحاضرهم في الماده الرئيسيه للبعثه ، تتعرف علي اسمه ، يسالها علي اسمها باهتمام خاص ..
تقابله عشرات المرات ، تاره في بهو الفندق ، تاره في المطعم ، تاره في غرفه الدراسه ، تاره في الاتوبيس الذي يعيدهم للفندق ، تبادله الابتسامات وفقط ، في الفصل يتعمد مناقشتها في كل تفاصيل الدراسه ، هي متفوقه تجيبه ببراعه ، يشجعها تبتسم وفقط !!!
امها مازالت تبكي ، تتمني لها الهدايه والخير ، تتمني عودتها بسرعه لان " فيه عريس ابن حلال مستنيها ترجع " تضحك ولاتعد امها بشيء..
في امسيه دافئه في الفندق ، يقترب الاستاذ منها ، يدعوها للعشاء ، تعتذر ، يصمم ، تعتذر ببرود ،يصمم ويصر علي دعوته ، لاتقبل وتتعامل معه بجفاء مربك ، تؤكد له انها مجرد تلميذته وهو احد مدرسيها ، والعلاقه لاتسمح بالعشاء !!!
يمر شهر وفي نهايه اسبوع الدراسه ، يدعوها لقضاء يوم معه خارج المدينه ، تعتذر ، مرهقه هي وستقضي الاجازه نائمه ، يصر علي دعوتها ، ترفض ، يصر ، تعتذر له بسخافه ببرود ، يبتسم بدفء ويتحمل سخافتها و ...... " المره الجايه مش حاقبل اعتذارك " تسخر منه " مافيش مره جايه " يسخر من طريقتها في الكلام ويؤكد عليها " لا فيه !!! " ...
مازالت لاتؤمن بالحب ، مازالت امها تبكي ، مازالت تستذكر دروسها ، واقترب ميعاد العوده للوطن !!
شاركت زملائها احتفالهم بنهايه الدوره الدراسيه ، رقصت معهم جميعا ، فرحه مرحه !!!
انتهت الحفل وقررت تسير علي قدميها للفندق ، ستشم هواء طازج وتودع شوارع المدينه التي عاشت فيها سته شهور ، فوق الجسر القديم يعبر النهر الاشهر في المدينه ، تقابل استاذها ، متكئا علي جدران الكوبري يحدق في الماء اللامع تنعكس عليه اضواء المدينه الغريبه ، يلمحها ، عصفور مرتعش في البرد والظلمه ، يدق قلبه ويقرر الا يتركها هذه المره تفلت من يديه ، مازال يحدق في الماء ، يعجبه غموضها اصراراها علي رفض دعواته جديتها في مذاكرة دروسها ، هي الفتاه الجميله التي في مخيلته ، سيفاتحها في الزواج مباشره ، لاوقت لديه يضيعه في مقدمات سترفضها جميعها ، يحسم امره سيعرض عليها الزواج !!!
سعيد بلسعه البرد وذرات بخار الماء المعلقه في الهواء ، اللحظه الان اسطوريه ، كوبري قديم يحيطه الضباب يعبر نهر لامع يزين سطحه انعكاسات الاضاءه الساطعه وضل القمر !!!
يعتدل في انتظارها ، يعطي ظهره لسور الكوبري ، يبتسم ابتسامه كبيره حين يري ملامح وجهها بكل وضوح رغم الضباب والليل ، يتقدم خطوتين ، انا عايز اتجوزك ، تضحك ، لايندهش ، نتكلم ده ينفع ولا لا ، سالته بخبث ، ايه بتحبني ؟؟؟ هو الكمين الذي نصبته له ، بسرعه وبلا تردد اجابها ، لا لكن ده مايمنعش اننا نتجوز ، ضحكت ووافقته ، بالعكس الحب بيبوظ الجواز ، وافقها كاذبا ، نتكلم ، لو ينفع نتجوز اوكي لو ماينفعش مافيش مشكله ، تهز راسها توافقه ، يدعوها علي العشاء ، تقبل ، يذكرها بقوله " مافيش مره جايه " ترتبك كانه سجل في شباكها هدفا ، يتواعدا علي اللقاء في الغد !!
في الليل لاتنام بسرعه ، تفكر فيه ، هل يصلح زوجا ، ماذا يقول العقل ، مواصفاته ، هل يعجبها !!! لابأس نجرب ، هكذا قالت لنفسها ، كان في نفس اللحظه يفكر فيها ، تعجبه جمالها اخلاقها ، هي معقده شويه لكن مافيش مشكله ، هكذا قال لنفسه ، نام يحلم احلاما ورديه!!!
اختار مطعم رومانسي ، اكثر من الزهور الحمراء فوق المنضده ، ارتدي ملابس انيقه ، اشعل سيجاره الفاخر وجلس ينتظرها ، دخلت مبتسمه ، ترتدي ملابسها العاديه كانها ستشتري خضار من السوق ، لم يعلق علي الامر ، هي عنيده ، تتعمد تنفيره منها لكنه مصمم علي الزواج بها ، تلاحظ اجواء المطعم والزهور الكثيره ، تسخر منه ، عامل فيها روميو ، يصدها بسرعه ، وهي فين جوليت !!! تتضايق من اجابته السريعه لكنها لاتظهر له ضيقها ، يعرف انها اتضايقت وينبسط ، انها تهتم به حتي لو اظهرت غير هذا ، قواعد اللعبه معها صعبه ومعقده ، ليست امرأه عاديه يظهر له حبه واعجابه فتسلم ، هي امرأه خاصه يستشعرها تخفي نفائس لو نجح في كسبها لاستمتع بحياته في حضنها ، لذا سيحاول ويحاول ، تطلب الطعام وتنشغل بالاكل ، تتجاهل حصار نظراته ، انه يتفحصها ، تساله بقصد استفزازه ، عجبتك البضاعه ؟؟ ، يضحك ساخرا ، هو انا لسه عاينت ؟؟؟؟ انه يرد لها ضربتها باقوي منها ، تهرب من انتصاره عليها ، تقرر تدخل في الموضوع مباشره ، نعم عايز تتجوزني ليه ؟؟ هاهي الكره بمنتهي السرعه والقوه صوب وجهه ، سيردها له ، اصل مافيكيش حاجه مميزه ، انا باخاف من الستات المتميزه ، تبقي متعبه في الجواز ، انت عاديه مش ملفته مافكيش حاجه خاصه ، تقع كلماته علي وجهها صادمه موجعه ، تستفز منه وتكاد تترك له المطعم وترحل ، تستجمع شتات نفسها وتقرر دخول الحلبه امامه بمنتهي القوه ، يكمل ببرود ، انا عايز ست تعمر بيت ، ماتوجعش قلبي بالحب والكلام الفارغ ، انت كده ، تبقي زوجه ممتازه !! ابتسم كانه لم يستفزها وانهي كلامه ، تنفع الاسباب دي عندك !!! يجف ريقها وتصمت محتاره ، هل تشتمه هل تتشاجر معه ، كلامه يتضمن اهانه لاتقبلها ، هي ليست امرأه عاديه ، هي مميزه ، جميله متفوقه يتمني كثير من الرجال رضائها ، ماله يعاملها هكذا بجفاف وتعالي ، سالته ساخره ، وحضرتك بقي انا اتجوزك ليه ، يرفع المضرب ويصوب الكوره في عينها ، الحقيقه انا معرفش انت لسه مااتجوزتيش ليه لغايه دلوقتي ، لكن انا عرضت عليك الجواز ، لو حد تاني عرض عليك الجواز قبل كده ، وده غالبا ماحصلش ، انت بقي اللي تقولي ليه مااجوزتهوش ؟؟ تشرب رشفه ميه كبيره ، حلقها جاف ، هذا الرجل قليل الادب ولن تتزوجه ، انه يتعمد يوجعها ، ستغادر المطعم ، يعرف انه اوجعها سيكمل ضرباته ، تتجوزيني لانك لازم تتجوزي !!! تقوم ستغادر المطعم ، يصوب بقوه ، حتقومي ليه ، كلامي مش عاجبك ، طيب قولي انت حتتجوزيني ليه ؟؟؟ تضحك ساخره منه وتجلس علي طرف المقعد في منتهي التوتر ، ومين قالك اني حاتجوزك ؟؟؟ يصوب بقوه اكثر ، انت !!! انا ؟؟؟ ايوه انا عرضت عليك الجواز والعشا وانت قبلت العشا يبقي قبلت الجواز ولا انت جايه تهزري ؟؟؟ ترتبك ، يبتسم ، ماتيجي نتكلم جد ، توافقه ، انا لو وافقت علي الجواز علشان ده ضروره ، لكن انا لا بحبك ولا حاحبك ، تصورت نفسها هزمته ، موافق لاني برضه لابحبك ولا حاحبك انت مناسبه ، مجرد زوجه مناسبه !!! لماذا احست بالغيظ ، اليست هذه افكارها ، ستتزوج بلا حب ، لماذا غضبت من كلماته ، لا لن تقبل كلامه ، لا انامااتجوزش حد مايحبنيش !! قهقه بصوت عالي ساخر ملفت للنظر اربكها ، براحتك !!!! كان يتعين عليها وقتها ان تقوم ، لكنها بقيت ، انه يرمي شباكه عليها ، يستفزها ، لن تقع في اسره ، لاتجد كلمات ترد عليه بها ، طب وانت مستعد تتجوز واحده ماتحبكش ، ضحك ، طبعا عادي ، الجواز حاجه والحب حاجه ، الجواز عيال ومصروف بيت ومصيف وكسوه وواجبات زوجيه ، الحب هيام وغرام واعجاب وشوق ، مال ده ومال ده ؟؟؟ انه يكرر افكارها التي تقولها لكنها لاتعجبها منه ، هي تؤمن بتلك الكلمات وطالما رددتها لكنه يصدمها بها ، كان يتعين عليه يقول لها انه يحبها ومعجب بها حتي توافق علي الزواج منه ، ضبطت نفسها تفكر بطريقه تقليديه ، لو كان قال لها تلك الكلمات ماانصتت له ولتركته وقامت ، مالها غريبه اليوم هكذا ، يسالها بالحاح ، كلامي صح ؟؟ تصمت ، صح ومش صح!! يضحك ، هل تشترطي الحب للزواج ، تهز راسها نفيا ، اذن اتفقنا انا كمان زيك كده ، ترتبك لايعجبها كلامه ، تقبض علي حقيبتها وتقوم ، لايستوقفها ، هي عنيده ، لو امسك فيها لعندت وضاعت للابد ، سيتركها ترحل وستعود من تلقاء نفسها ، ودعها ، سالته ، ببساطه هكذا ستدعني ارحل ، ضحك وسلم عليها ، لو وافقتيني علي كلامي كنت فضلت قاعده لكن بما ان ماشيه يبقي معرفتش اقنعك بمنطقي ويبقي الكلام بينا خلص ، تودعه وهي واثقه ان الكلام بينهما لم ينتهي ، يودعها وهو واثق ان لحديثهما بقيه ، تسخر منه ، فرصه سعيده !! يضحك فرصه سعيده جدا !!!
و...................................مرت شهور بعد عودتها من البعثه الدراسيه ، تعيش حياتها عاديه ، مازالت تكفر بالحب ، مازالت امها تبكي ، مازالت تقابل العرسان وتنفرهم منها ، مازالت متفوقه في عملها ، لكن في داخلها شيء غريب لاتفهمه ، شيء يجعل حياتها العاديه غير عاديه !!!!
هل تفحص تليفونها المحمول كثيرا ، هل تنتظر اتصالا ؟؟؟ لماذا تقرأ بختها في الجرنان ، كانت تتجاهل الحظ لانها لاتنتظر منه شيئا ، لكنها تقرا بانتظام ، في حياتها شيء غريب ، تنتظر مجهولا ، شخصا تليفون رساله بشاره اماره !!!
سالتها امها ، مالك ياروح ؟؟ مماليش !! جايز !!! لايعجبها كلام امها يحمل سخريه وتكذيب !!! مماليش مماليش !!!
يسالها احد اصدقائها الرجال ، مالك ياروح ، من ساعه مارجعت من البعثه وانت غريبه ؟؟ تسخر منها ليه طلعي شنب !! يهز كتفه لايعجبه ردها ، حتي ردك بيقول انك مش انت روح اللي نعرفها !!! مالهم يحاصروها باسئلتهم اللعينه ؟؟؟ شيئا لم يتغير !!!
مازالت تحدق في المحمول وتقرأ البخت وتنتظر !!!
وصلتها رساله من احد زملائها في البعثه ، اشتاقت لصحبته ، تذكرت السفر والجسر وليله الضباب ، تذكرت المطعم والرجل لكنها نسيتهما بسرعه ، رجل صفيق ، يدعوها للعشاء وللزواج ولايحبها !!! نعم هي لاتؤمن بالحب ، لان الحب هوان ومذله ، لكن الرجل الذي يتزوجها يجب ان يحبها ، والا لماذا ستمنحه روحها وجسدها وقلبها !! ضحكت ، لن تمنح احدا قلبها مهما قال ، ان منحته قلبها ضعفت وضاعت وتحكم فيها ، لكنه ان منحها قلبه ستضمن تحمله لها لجنونها لحمقها لغضبها ، قانونها في الزواج يحبها الرجل ولاتحبه !!! لكن الرجل الوسيم كان صفيقا صارحها بانه لايحبها !! لذا لن تتزوجه ابدا !!!!!!!!



( الجواز )

فتح الزوج الذي احبها ولم تحبه باب غرفه النوم وامسك يدها وسحبها للداخل ، كانت متوتره ، لاتعرف هذا الرجل ، لكنها وافقت علي الزواج منه بعد اصراره والحاحه ومطارداته ، احبك احبك احبك ، لااكترث لانك لاتحبيني ، امنحيني فرصه احبك اسعدك ، الحاحه ودموع امها وساعتها البيولوجيه التي تجري بسرعه صوب سن اليأس وعقوبه الحرمان من الاطفال اجبروها علي الموافقه ، وبسرعه بسرعه ، قبل ان تشم رائحه فمه وتعرف ملمس كفيه وتسمع صوت شخيره ، بسرعه بسرعه تمت اجراءات الزواج وهاهي الليله الكبيره وهاهو مصيرها ، القي بدنه عليها ومزق شفتاها تقبيلا ، كادت تصرخ ، لكنه كتم انفاسها بجسده الثقيل ، تمنت لو تدفعه بعيدا عنها ، لكنه يحبها يحبها وينتظر فرصته معها وهي لاتحبه فتتمني الفرار منه ، لكن باب الحجره والشقه والتراجع كانوا اغلقوا نهائيا !!!!!!!!!!
و..................................مرت عشره سنوات تحملت فيها معاشره رجل لاتحبه ، يفترسها ولاتحبه ، يبكي تحت اقدامها حين تصده فلا تحترمه ، يضربها لانها تهجره فتكرهه وتتمني موته ، عشره سنوات ،هي زوجه وام لطفلين وجسد منتهك وروح متعبه ورجل يحبها ولا تحبه ، عشره سنوات تحملت التطبيق العملي لافكارها الغبيه فضاع العمر ، لاتحب هذا الرجل عواطفه المختلطه بلعابه المر تقلب معدتها ، لمساته الغليظه وشوقه الجارف يقشعرا بدنها ، يغزوها كل ليله ويثبت رايات انتصاراته فوق جسدها المهزوم فلا تحبه ومتي احبت الارض المحتله جيوشها الغازيه !!! تسال نفسها كل صباح لمتي ستتحمل ، وتسال نفسها كل ليله متي ستهرب !!!
لكنها تتحمل ولاتهرب ، واطفالها صغار يحتاجوا لابيهم المحب ، تنفس فيهما غضبها ، تضربهما لاهون سبب ، تتشاجر معهما كلما عجزت عن الشجار مع ابيهم ، هم ثمره افكارها الغبيه ، ثمره غزوها وقهرها باسم الحب الكريه !!! تتحمل ولاتهرب لكنها تموت كل ثانيه الف مره..تلحظ امها دموعها فلا تجففها ، هي التي اختارت وتتحمل نتيجه اختيارها !!
تكره عملها وتهمل فيه ، تكره الموسيقي التي كانت تحبها ، تتغير لواحده تعيسه ، هكذا قال لها الناس جميعا ، هي امرأه تعيسه لاشك في هذا ، لكن الرجل الذي اتعسها يحبها ، شوقه جارف ومشاعره فياضه وعواطفه ساخنه ، لكن كل هذا يتعسها وفقط !!!
تتمني حضن دافء ، تتمني ونس جميل ، تتمني رجل يربت عليها ولاينهش لحمها ، تتمناه ينصت لشكواه ولا يكتم انفاسها بقبلاته ، تتمناه يدعوها للعشاء !!!!!!!!!!!!!! تذكرت الرجل الوسيم !!! كان رقيقا ، كان واضحا ، كان محبا !!! تذكرته ، الزهور الكثيره فوق منضده عشاءه ، المطعم الرومانسي الذي دعاها اليه ، نظراته المحبه فوق وجهه في الليل وحيدا فوق الجسر وسط الضباب !! تذكرته ، هل لو تزوجته كانت ستشعر بتلك التعاسه !! لا تظن !!! لماذا لاتظن ، هو رجل مثل زوجها ، كان يحبها مثل زوجها ، انتبهت ، لكنها كانت تحبه!!!!!!!!!!!!!!!! نعم كانت تحبه !!! فرت منه لكن كانت تحبه !!! وهل تؤمن بالحب وتعرفه !!! لاتعرف لكنها كانت تحب ذلك الرجل وضيعت فرصه زواجها منه !!!
تمنت لو تطلبه في التليفون تسمع صوته وقررت تحلم به كل ليله ،حين يأسرها زوجها في جب حبه ، ستفر من المراره التي تعيشها لرحابه حبها للرجل الوسيم !!!!!!!!! وانتبهت لاول مره لاغنيه عبد الحليم ( موعود معايا بالعذاب موعود ياقلبي ) فرت دمعه من عينها كانه يغني لها !!!


( امنت بالحب )

سارت تأرجح ذراعيها بحريه ، ورقه طلاقها في حقيبه يدها ، هي حره الان !!!
سارت سعيده بحريتها برحيل الرجل الذي كان يحبها من حياتها ..
تحملته بحبه المعذب لكنه مل من عدم حبها له فاعطاها ظهره ورحل ..
مازالت تأرجح ذراعيها بحرية ممتنه له ان اعتقها من حبه ...
امنت بالحب ، رجل يحبها ولاتحبه عذاب مابعده عذاب !!!
ستبحث عن رجل تحبه هي !!!
ضحكت لغباءها !!! لا ستبحث عن رجل يحبها وتحبه ....
ضحكت لغباءها وهي تأرجح ذراعيها بحريه ، الامر كان واضح امامها منذ زمن بعيد لكنها عذبت نفسها بقرار غبي !!!
ستبحث عن رجل يحبها وتحبه لتكمل معه بقيه حياتها ...
في تلك اللحظه سمعت صوت الرجل الوسيم يضحك فتلفت حولها تبحث عنه وتتمني وجوده !!!
لوعثرت عليه لن تتركه ابدا فهو يحبها ، وهي ايضا تحبه !!!!
سارت تأرجح ذراعيها بحريه تبحث عن الرجل الوسيم الذي يحبها وتحبه !!!!

...................................
.........................................

ومازالت تبحث !!!!!!!!!!!!!

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

سبيها تبحث بقى يا اميرة
بجد
تسلم ايدك

بنت القمر يقول...

جتها ستين نيلة بجد
:D
جميلة وسلسةاوي يا اميرة بس طويلة شويتين
:)))

عماد خلاف يقول...

هل نخبر كل المارة على الطريق بأن كلينا قرر أن يرسم على وجهه علامات الحزن والصمت والترحال ..هذه هى الكلمات التى لم تقولها عندما أرادت أن تكون منسية ومرمية هناك فى الجانب الأخر من الغرفة المظلمة من الحياة ..عندما أرادت أن ترفع لافته لتضع عليها (ممنوع الأقتراب والتصوير واللمس ) ..لكنها بكل أسف لم تكن تدرك أن الحياة لا تنتظر أحد ولا تبكى أحد لكنها تعطينا فى لحظة ما ساعتها فقط علينا أن نكون قادرين على معرفة أنها الفرصة المناسبة والأخيرة.. لكنه كان الخوف والقلق والتمرد والتأجيل على أمل العودة فى أى لحظة.. لم تكن قادرة على معرفة حقيقة مابداخلها أن تكتشف أن الله منحنا أعظم شئ فى الحياة هو المشاعر والأحاسيس ..لكنها جاءت متأخرة لم تفهم أن ماحدث كانت الفرصة الوحيدة للنجاة لكنها أصيبت بالعمى الوقتى والغطرسة والتخلف المصاحب لفكرة أن الأيام كفيلة بأن يأتى رجل أخر وغيره لكنها وعدم قدرتها على الوصول الى المناطق الخفية داخل الشخص الذي يحاول الأقتراب منها ..كان تقرأ نفسها لكن ما تحاول ان تعرفه جيدا ..كانت تريد رجل لكل الحكايات ..كانت تريد شخصا ينتمى لكل العصور موجود فى كل التفاصيل والحكايات ...تحياتى لحضرتك ودمت لنا كاتبه متميزة دائما