مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الاثنين، 24 نوفمبر 2008

القيد الحديدي ....!!

كان اجهل من دابه ، لايفهم شيئا في اي شيء ، لكنه كان طموحا بغباء ، يرغب في الصعود لاعلي السلم الاجتماعي بلا مجهود ، تزوج ابنه رجل في الحكومه ، كان وسيما وكانت جميله وكان طموحين ، هي ترغب في استغلال منصب ابيه واسمه للصعود وهو كان يرغب في استغلال علاقات ابيه واسمه لمزيد من الصعود ، لم يتورع عن فعل اي شيء ، اقترض من اخيه ثم خدعه وسلمه شيكات بدون رصيد واثقا ان الاخ لن يقوي علي مقاضاته خوفا من غضب امه التي ستلومه طبعا لانه حبس اخيه ، ثم خدع اخته واوهما بمشاركته في شركه سينشآها هو واصدقاءه واوهما انها شريكة في الشركه التي عين رئيسا لمجلس ادارتها وسرعان مااكتشفت انها منحته نقودها ليضعها في الشركه باسمه و" مابين الخيرين حساب " وحين تفنن في التلاعب بالقانون حذرته اخته ان " اخرته سودا " لكن استهان بكلامها ، وحين فاحت رائحته استدعاه زوج شقيقته الكبري وحذره لان " العين عليك " لكنه لم يصدق وقرر بغباء وبلاده انه " محمي " ولا يتسطيع كائن من كان المساس به ، وحين تحرر ضده اول محضر بنيابه الاموال العامه اسرت صديقه لامه بمصيبه ابنها التي عرفتها بالصدفه من " راجل قريبها " فاستدعته امه وصرخت فيه لانه سيلوث اسمه ابيه الذي مات شريفا ولطمت شقيقاته لانه " حيوسخ اسم العيله اللي عمر ماحد جاب سيرتها " وانهارت شقيقه الصغري لان خطيبها سوف يفسخ الخطبه فهو قاضي ولن يقبل ان يتم الزيجه التي ستوصمه لكن استهزآ بمشاعر " النسوان " وقرر انهن لا يفهمه في عمله مثلها يفهم وعاد لمنزله غاضب فاستقبلته زوجته وسمعت منه المحاكمه التي نصبتها له امه وشقيقاته وسخرت منهم جميعا وهمست له " غيرانين منك ياحبيبي " وصدقها ، وحين طرقت مباحث الاموال العامه باب شقته في الفجر وانتفض اولاده يبكون فزعا لم يصدق نفسه وبحث عن زوجته يقبلها وهو خارج من المنزل منهار والقيد الحديدي في معصمه لم يجدها والتمس لها العذر لانها " رقيقه واتفاجئت " وحين امرت النيابه بحبسه اربعه ايام تعجب لان زوجته لم تآتي لزيارته وطلب من امه التي وقفت علي باب النيابه ساعات ان تصفح عنه ووعد شقيقاته الباكيات بان يصلح من حاله فور براءته وحين طال انتظاره لزوجته ارسل لها خطابا يبثها حبه ويطالبها بملابسه و " تعالي اشوفك انت والولاد لانهم وحشوني " لكنها لم تآتي ولم يري اولاده بعد ذلك اليوم ، فقد وصلته رساله من ابيها تقايضه علي " تروح ورا الشمس " وبين تطليقها ، فبكي وهو يوقع علي قسيمه الطلاق في السجن وحين زارته امه وشقيقاته في الزياره الاخيره اخبروه ان زوجته اخذت اولادها وسافرت وباعت الشقه قبل الرحيل وقذفت بملابسه في " كيس زباله " علي سلم امه فبكي في حضن امه التي وصمت زوجته " ناقصه وبنت كلب " فاسكتها يتصور انها ستعود اليه يوما " دي بتحبني ياماما " لكن حين اصدر القاضي حكما بحبسه عشره سنوات وانتظر عام واثنين ولم تظهر زوجته ولم يري اولاده تذكر قوله امه التي ماتت " بحسرتها عليه " فترحم عليها وافقها " باينها فعلا ناقصه ياماما " ...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

قصة واقعية جدا يا استاذة
بس ليه بتحصل كل يوم